سلطت مجلة “الإيكونوميست” البريطانية، الضوء على خطورة مراكز توزيع المساعدات في قطاع غزة، محذرة من أن الحصول على المساعدات الإنسانية أصبح “أمراً مميتاً” هناك.

وأشارت في تقرير لها إلى أن التقارير الواردة من غزة تفيد بمقتل مئات الفلسطينيين بنيران إسرائيلية وفي تدافع أثناء محاولتهم جمع الطعام.

وذكرت المجلة، أنه في يونيو/ حزيران وحده، قُتل 800 غزّي أثناء محاولتهم الحصول على الطعام، بحسب “مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاع المسلح” (ACLED)، وهو مشروع رصد يعتمد على تقارير من قطاع الصحة في غزة.

وأشارت المجلة إلى أن صور الأقمار الصناعية والخرائط تظهر كيف أصبح تلقي المساعدات في غزة “أمراً مميتاً”، حسب تعبيرها.

ونشرت ما قالت إنها رسوماً بيانية وخرائط توثق كيف تحول التدافع على المساعدات في الأشهر الأخيرة إلى “كارثة” في كثير من الأحيان.

ولفتت المجلة إلى أن ارتفاع أعداد الضحايا بين الساعين للحصول على المساعدات تزامن مع بدء عمل “مؤسسة غزة الإنسانية” المدعومة والممولة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.

وافتتحت “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) 4 مراكز توزيع كبيرة – 3 في جنوب غزة وواحد في وسطها – وتخطط لإنشاء المزيد وفقاً لما أعلنته سابقاً. 

وتقع مراكز (GHF) الأربعة داخل المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية والتي صدرت أوامر سابقة للمدنيين بإخلائها.

وترتبط هذه المناطق بالمناطق غير العسكرية عبر مسارات تبدأ على مسافة تصل إلى 4 كيلومترات، ولا يمكن الوصول إليها إلا سيرًا على الأقدام.

وتقول المجلة إنه “لا يزال توزيع بعض المساعدات مستمرًا في مواقع أصغر تابعة للأمم المتحدة، لكن الإمدادات هناك شارفت على النفاد: إذ يقول المنظمون إن إسرائيل فرضت قيودًا صارمة على إمداداتها منذ أشهر”.

وتظهر صور الأقمار الصناعية التي عرضتها المجلة حشودًا تتجمع عند نقاط التفتيش. داخل المركز، تُعرض صناديق المواد الغذائية الأساسية – كالدقيق والمعكرونة وزيت الطهي – في فناء. 

وتقول مؤسسة الإغاثة الإنسانية العالمية إنها وزعت منذ مايو/أيار أكثر من 91 مليون وجبة، أي ما يعادل أقل من وجبة واحدة يوميًا للشخص الواحد.

وبحسب “الإيكونوميست” تُظهر صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 18 يوليو/ تموز موقعاً إغاثياً شمال رفح مكتظاً بمئات الأشخاص، موضحة أن التقارير بمقتل العديد منهم بنيران جيش الدفاع الإسرائيلي، وفقاً لبيانات مشروع (ACLED).

وتُظهر بيانات مشروع البيانات (ACLED) أنه منذ 26 مايو/ أيار، كانت معظم الوفيات المرتبطة بالمساعدات الإنسانية ناجمة عن إطلاق نار إسرائيلي قرب مراكز مؤسسة الهلال الأحمر الفلسطيني.

ويُصرّ الجيش الإسرائيلي على أنه لا يُطلق النار على الحشود إلا عندما تُشكّل تهديدًا. ويُشكّك في أرقام الضحايا الصادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي يستخدمها مشروع بيانات أحداث الصراعات المسلحة (ACLED).

وتختم المجلة بالقول إن عمليات القتل والكارثة الإنسانية في غزة أثارت قلقًا عالميًا، وأن أكثر من 240 جمعية خيرية ومنظمة غير حكومية دعت إلى إغلاق صندوق الإغاثة الإنسانية العالمي.

شاركها.