نظام المهداوي يكتب: كيف استطاع الشيطان محمد بن زايد محاصرة الجزائر؟ وطن
وطن استطاع شيطان العرب الصهيوني محمد بن زايد تفكيك المشرق العربي بتزعمه الثورات المضادة ودعمه للانقلابيين العسكر في مصر، أكبر الدول العربية، ثم دخوله حرباً ضد اليمن، كان الهدف منها السيطرة على موانئ هذا البلد بالإضافة إلى جزيرة سقطرى وهو الأمر الذي ساعد إسرائيل على أن تجد موطأ قدم لها في البحر الأحمر.
لكن للشيطان دوراً مهماً منوط به وهو تفكيك دول شمال إفريقيا والمغرب العربي الكبير.
بدأ ابن زايد وهو واجهة الموساد، في دعم الانقلابي الليبي خليفة حفتر، واستطاع أن يمزق ليبيا بحرب أهلية قتلت عشرات الآلاف من الليبيين.
ولم يسلم السودان من حرب طاحنة من خلال دعم ابن زايد لقوات الدعم السريع التي ارتكبت الفظائع من جرائم قتل واغتصاب وحرب تجويع.
في هذه الأثناء، كانت الإمارات تعزز علاقتها مع المغرب الذي نقل علاقته مع إسرائيل إلى العلنية، وصار حليفا قوياً للإمارات ووقع البلدان اتفاقيات تتجاوز قيمتها ٤٠ مليار دولار.
أين الجزائر من هذا؟
عبر التاريخ، ظلت جمهوريتا مالي والنيجر من حلفاء وأصدقاء للجزائر. وظلت الأخيرة الدولة الإقليمية المهمة والقادرة على حل النزاعات وضمان السلم.
لكن فجأة انقلبت مالي على حليفها الجزائر بعد أن تلقت دعماً مالياً وعسكرياً من الإمارات التي كانت تفرض نفوذها بتحالفها مع قوات فاغنر الروسية، وألغت اتفاقية عام 2015 وقالت للجزائر بما معناه قد انتهى دوركم للأبد.. الآن معنا روسيا والإمارات والمغرب.
وبعد طرد الفرنسيين من دول شمال إفريقيا، حلّ محله تحالف آخر هو تحالف روسي إماراتي صهيوني في النيجر ومالي وتشاد وبوركينا فاسو.
كانت هذه طامة كبرى للجزائر لأنها قد تفضي مثلاً إلى بناء قاعدة عسكرية إماراتية على حدود الجزائر ومالي، وبالنظر إلى الخريطة وجدت الجزائر نفسها تحت حصار إماراتي صهيوني يمتد من تونس وليبيا ومالي وموريتانيا والمغرب وربما قريبا النيجر التي لديها فيها قاعدة عسكرية.
وهذه القاعدة العسكرية بعيدة عن الجزائر نحو ٣٠٠ كيلو متر، ومن السهل استخدامها لإطلاق الطائرات المسيرة التي قد تستهدف مواقع حيوية في الجزائر.
وفيما يتعلق بتونس، فلقد اتخذت الجزائر لهجة حادة مع رئيسها قيس بن سعيد وأعطته خيارين: “نحن أم محمد بن زايد عليك أن تختار”. ويقال أن قيس سعيد فهم الرسالة تماما.
إذن، خسرت الجزائر مالي وقد تخسر النيجر أيضاً وصارت تتلقى تهديدات علنية من خلف حدودها مع مالي من العسكر الذي طالما دعمتهم.
بالمقابل، تصاعد خلاف الجزائر والمغرب حيث استقوت الأخيرة بالدعم الصهيوني والإماراتي وشكلت تهديداً حقيقيا للجزائر بعد أن وجدت الإمارات في الخلافات ثغرة واسعة ساعدتها على ان تتمدد بشمال أفريقيا.
ولعل هذا يفسر تصريحات زعيمة حزب العمال الجزائري لويزة حنون التي هاجمت فيها الإمارات وطالبت بلادها بتجميد علاقتها مع الإمارات.
مستشار محمد بن زايد الدبلوماسي لرئيس الجزائر: “نترفع عن الرد عليك ونرفض الغمز واللمز”
وهذا أيضا ما يفسر تصريحات الرئيس الجزائري الذي لمح قبل يومين لدور الإمارات في استهداف بلده.
إلا أن هذه التصريحات والتلميحات لا قيمة لها عند الإمارات الماضية في مخططات عالمية للسيطرة على الذهب الإفريقي والمعادن النفيسة في دول إفريقية مثل موريتانيا وفي الأخيرة أيضاً عدة قواعد عسكرية إماراتية.
الجزائر ولأسباب غير معروفة لم يكن تصعيدها ضد الإمارات بحجم التهديد الذي تشكله ضدها، وربما الإجراء الوحيد الذي قامت به السلطات الجزائرية هو التحفظ على شبكة تبغ كانت تملكها الإمارات من خلال صفقات فساد طغت في فترة حكم الراحل بوتفليقة.
“محلل اماراتي” يهدد تبون: “ستركع والأيام بيننا”!
ويذكر أن الإمارات تملك مصالح رئيسية في الجزائر ويكفي أنها للآن تشرف على ميناء العاصمة وميناء جن جن، وتملك أراضي وشركات ما زالت تعمل دون أي إجراء تصعيدي من قبل السلطات الجزائرية التي للآن تكتفي بتصريحات ناعمة ضد عدو يتربص بها.
فهي على عكس السودان مثلا الذي قرر قطع علاقاته مع الإمارات فيما لا زالت سفارة الإمارات وموانئها ومصالحها بؤر تجسس داخل الجزائر.
وللحديث بقية