“نساء المتعة” وامرأة لكل 70 جنديا.. رئيس كوريا الجنوبية يفجر جدلا ضده
Advertisement
وطن على هامش أول خطاب له بمناسبة حركة الاستقلال في الأول من مارس، وجد الرئيس الكوري الجنوبي، يون سيوكيول، نفسه أمام تهم تتعلق بإهانة “نساء الراحة أو نساء المتعة”، من قبل نشطاء سياسيين وحقوقيين في الدولة.
رئيس وزراء كوريا الجنوبية يستفز الشعب والنخب الحقوقية
وقال يون خلال أول خطاب له بمناسبة حركة الاستقلال في الأول من مارس (1919) داخل قاعة يو غوانسون التذكارية بالعاصمة سيؤول التي سميت تيمنا بالمناضلة الوطنية التي ماتت في السجن بعمر 17 عاما، بعدما شاركت بنشاط في حركة الاستقلال من الاحتلال الياباني إن هناك تقاربا ملحوظا بين بلاده واليابان، وفقا لما ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية.
ووصف الرئيس الكوري الجنوبي، اليابان، أمس الأربعاء، بأنها “شريك” في معالجة التحديات الأمنية والاقتصادية، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية لحركة الاستقلال عام 1919 ضد الحكم الاستعماري الياباني، بحسب وكالة “يونهاب” للأنباء.
وقال: “الآن، بعد قرن من انطلاق حركة الاستقلال في الأول من مارس، تحولت اليابان من معتد عسكري في الماضي إلى شريك في نفس القيم العالمية”.
وأضاف: “اليوم كوريا واليابان تتعاونان في قضايا الأمن والاقتصاد. كما نعمل معًا لمواجهة التحديات العالمية.”
وأكد يون في خطابه على أهمية التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان.
وجراء هذا الخطاب اتهمت نخب سياسية وحقوقية الرئيس الكوري الجنوبي، يون سيوكيول، بإهانة “نساء الراحة”، وذلك بعدما أعلن في خطابه عن حدوث تقارب ملحوظ بين بلاده واليابان.
وشهد عهد يون، استئناف الدول الثلاثة عدة أنشطة مشتركة في محاولة للتصدي التهديدات الكورية الشمالية.
وقال يون إن: “التعاون الثلاثي بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى للتغلب على الأزمات الأمنية، بما في ذلك التهديدات النووية المتزايدة من قبل كوريا الشمالية والأزمة العالمية المتعددة”.
“نساء المتعة” الكوريات خلال الاحتلال الياباني
ونساء الراحة أو المتعة، هن سيدات أجبرن على القيام بأعمال جنسية وترفيهية لصالح الجنود اليابانيين، خلال فترة الاحتلال لشبه الجزيرة الكورية من العام 1910 حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.
وفي العام 2019، كشفت وثائق رسمية بعضها دمغ عليه بـ “السري” أن الجيش الياباني كان قد طلب تزويده بنساء للجنس من أجل الجنود ضمن ما يعرف بنظام “عبيد الجنس” أو “نساء المتعة”، وبمعدل امرأة لكل 70 جنديا.
ويعود تاريخ هذه الوثائق إلى عام 1938، بحسب تقرير سابق لوكالة “أسوشييتد برس“.
ويقدر عدد “نساء الراحة أو المتعة” بحوالي 200 ألف سيدة معظمهن كن من شبه الجزيرة الكورية والصين والفلبين.
اليابان تعتذر عن معاناة “نساء المتعة” الكوريات
عام 1992 اعتذرت اليابان لكوريا الجنوبية عن الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها جنودها بحق نساء كوريات خلال الحرب العالمية الثانية، فيما عُرف باسم قضية “نساء المتعة” أو “نساء المتعة العسكرية”.
لاحقا، اعتذر رئيس الوزراء الياباني الراحل، شينزو آبي، بشكل رسمي، عن الانتهاكات التي تعرضت لها “نساء الراحة”، وتعهد بدفع نحو 6.6 مليار دولار أمريكي لصندوق تم إنشاؤه لصالح نساء المتعة المتبقيات على قيد الحياة.
وكان على كوريا الجنوبية، مقابل ذلك، أن تقر بأن القضية قد تم حلها “بشكل نهائي ولا رجوع فيه”، وأن تعد بالتوقف عن انتقاد اليابان بشأن هذه المسألة.
وهو بالفعل ما رفضته العديد المنظمات الحقوقية الكورية الجنوبية، ما أجبر الحكومة على التراجع.
تطور الخلاف بين البلدين في العام 2018 عندما أمرت المحكمة العليا في كوريا الجنوبية، الشركات اليابانية بدفع تعويضات لأسر العمال الكوريين الجنوبيين في مستعمرتها السابقة، والذين عمل مئات الآلاف منهم قسرا في المناجم والمصانع خلال الحرب العالمية الثانية.
وتؤكد اليابان أن قضية التعويض قد تمت تسويتها في معاهدة عام 1965، في حين يعمل فريق الرئيس الكوري الجنوبي الحالي على التوصل إلى حل وسط مع حكومة طوكيو، بقيادة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا.
ولكن العديد من النشطاء السياسيين يعارضون أي تنازلات، وفي هذا الصدد قال زعيم المعارضة، لي جاي ميونغ، في تجمع حاشد في العاصمة، سيول: “هنا معنا العديد من الأشخاص الذين عانوا من العدوان البربر الياباني”.
وأضاف: “إنهم يقاتلون لعقود من أجل الاعتراف بالحقائق الموضوعية، لكن هذه الحكومة أهانتهم بشدة كما لو كانوا يقاتلون من أجل المال فقط”.