نحو 40 مليون طن ركام في قطاع غزة
12 أغسطس 2024آخر تحديث :
– قال وزير الأشغال العامة والإسكان عاهد بسيسو، إن حجم الدمار غير المسبوق في قطاع غزة، وما نتج عنه من ركام يقدر بنحو 40 مليون طن، يتطلب توحيد الجهود والتعاون على المستويات كافة لإعادة بناء ما تهدم وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
جاء ذلك خلال لقاء عقدته وزارة الأشغال العامة والإسكان بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) اليوم الاثنين في رام الله، بحضور نحو 32 مؤسسة ومنظمة دولية وسفراء مجموعة من الدول، وكذلك المؤسسات المحلية ذات العلاقة.
وأضاف الوزير بسيسو: نحن أمام تحدٍ جديد يستدعي تضافر الجهود والإبداع في إيجاد حلول فعالة وسريعة، مؤكداً أن إزالة الركام ليست مجرد عملية مادية أو فنية، بل هي خطوة أساسية نحو إعادة إعمار غزة وبناء مستقبل أفضل لأهلها.
وأوضح أن آليات إزالة الركام يجب أن تأخذ في الحسبان عدة عوائق، أبرزها الصواريخ والمقذوفات التي لم تنفجر، حيث تشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 4000– 5000 صاروخ سقط كثير منها إلى عمق يصل إلى 20 متراً تحت أرض المبنى المستهدفة، وتستدعي إزالتها خبرات دولية وإمكانيات مالية ووقتاً أطول، وقد تسببت في إعاقة الحياة في مناطق سكنية كاملة.
وأشار إلى أن من العوائق كذلك، جثث الشهداء والمفقودين التي تقدر بنحو 20 ألفاً، وهذا يستدعي آلية عمل تختلف عن الأوضاع الطبيعية تكون أكثر حرصاً وأكثر بطئاً وكذلك الممتلكات الثمينة للمواطنين تحت الأنقاض من مدخرات، وذهب، ووثائق شخصية.
وأضاف الوزير بسيسو أن من بين العوائق اختيار مناطق موزعة جغرافيا لعمليات الفرز والتشوين والتدوير، وكذلك التلوث الخطير المتحول نتيجة استخدام الفسفور الأبيض وغيره من المقذوفات والإسبست والصوف الصخري، إضافة إلى مخاطر تحلل الجثث.
وشدد وزير الأشغال العامة أن الوزارة وضعت الخطط التنفيذية الشاملة والفعّالة لهذه المهمة، وقد شكّلت خلية أزمة لمتابعة الوضع الراهن ومراجعة إمكانيات حصر الأضرار ميدانياً وتقييمها، بالتنسيق بين فريقي عمل الوزارة في رام الله وغزة، كما بحثت سبل التعاون مع اتحاد المقاولين والمؤسسات والصناديق ذات الاختصاص، لتوفير الآليات والمعدات اللازمة لإزالة الركام، وتقديم المأوى المؤقت للأسر المتضررة.
وقال إنه سيتم الإعلان قريباً عن الاستمارة الرقمية التي طورتها الوزارة لحصر الأضرار بشكل أولي في المحافظات الجنوبية، إذ سيكون بمقدور المتضررين الولوج إلى بوابة الوزارة الإلكترونية وتسجيل الضرر الذي طالهم.
من جانبه، قال وزير الدولة لشؤون الإغاثة باسل ناصر، إن إزالة الركام المقدر بـ40 مليون طن خطوة أساسية نحو إعادة الإعمار في المجالات كافة بشكل فعّال، مضيفاً أنه لتحقيق ذلك من المهم وقف الحرب، ورفع الحصار والسيطرة على المعابر، وإيجاد التمويل اللازم.
من جهتها، قالت نائب الممثل الخاص لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تشيتوسي نوجوتشي، إنه لدى البرنامج تجارب سابقة في التعامل مع الركام في غزة، لكن هذه المرة الأمر مختلف، في ظل وجود عدد من الصواريخ والمقذوفات التي لم تنفجر، والجثث الموجودة تحت الركام، ما يعني أنه يجب العمل بشكل مختلف.
وأضافت أن هذا اللقاء مهم لتنسيق الجهود لإزالة الركام بأسرع فرصة ممكنة، وكذلك تطوير خطة لإزالته للسماح بإعادة الإعمار، مبيّنة أن هذا الأمر يحتاج إلى الموارد المالية والقدرات البشرية والآليات والمعدات.
وتطرقت العروض التي تخللت الورشة إلى آلية إزالة الركام ومقترحات التدوير وإعادة استخدامه، وكذلك خيارات التنفيذ بعد توقف الحرب، كما أوضحت حجم الركام المتوقع وسلطت الضوء على طبيعة المخاطر وكيفية التعامل معها وتحديد المناطق التي سيتم نقل الركام إليها.