نحن الفلسطينيون في مركب واحد
27 أبريل 2024آخر تحديث :
حماس
بقلم :د تيسير المشارقة
المعجزة العسكرية التي قامت بها جموع المقاومة في قطاع غزة كان لها أثرها العظيم بالرغم من الخسائر الكارثية. لقد حركت المعركة عدة فواعل أو مفاعيل ومنها الرأي العام العالمي وفتحت العيون مجدداً على المسألة الفلسطينية بكل تفاصيلها.
طوفان الاقصى فتحت الجراح التي طال عليها الزمن، وصار القاصي والداني يتحدث في الشأن الوطني الفلسطيني.
ولكن،،
بقي جزء كبير من شعبنا يعيش في دائرة عدم اليقين والشك وفلك المؤامرة، ويسبحون في دائرة التكفير والتخوين للأخ الوطني الفلسطيني باعتباره مشغولاً أو فاسداً وكسولاً مرتبطا بماكينة المحتل الصهيوني(وهذا بتقديرنا غير واقعي غير مؤكد وإنما دعاية ممجوجة وجزء من اراجيف المقاولة) .
ولم يفارق أو لم يغادر هؤلاء المتحمسون الأوغاد دائرة الإقصاء والتلاعب بالضمائر والكذب الصريح واغتيال الشخصيات للعديد من القيادات والشخصيات الفلسطينية. وأصبح هؤلاء المأجورين بخاطرهم أو تطوعاً، يلفقون الإشاعات والأكاذيب ضد إخوانهم الفلسطينيين باستخدام الذرائع الدينية الوهمية تارة، أو من خلال اجتهادات خاطئة منهم لاحتلال منابر البطولة بالتزوير والتلفيق..تارة اخری.
هذه القوى التلفيقية تعاني من فصام وطني، لا تدري مع من ترقص او تغني، مع المحتل أو مع إيران وتركيا أو مع العالم العربي والاسلامي المريض المتهالك.. كالأفغاني والباكستاني، والسوداني. ام مع الوطني الفلسطيني في الوطن والبلاد.
صحيح أن (القوي محبوب والضعيف معيوب. والغني نغني له والفقير نطقع له) ..فهذه القيمة من القيم العربية والإسلامية.. بامتياز.
ولكننا نحن نقول، إنها وحدها الفكرة الوطنية التي يمكنها ان تحمي مشروعنا الوطني. ولا أعتقد أن الإسلاميين سينتصرون للوطنية وشاهدنا أعمالهم أثناء ثورة الربيع العربي البائسة.
ولكن، هذه المرة فعلها السنوار الذي تفلسطن كثيرا في المعتقلات الصهيونية وصار أكثر وطنية من ربعه الإخوان. وبعد أن اختلف معهم، طلب منهم المغادرة لأنهم خوافون علی مصالحهم و خاض المعركة وحده مع الحية ذراعه الأيمن.
أنها المعركة الأكثر دموية، ولكنها قيصرية باختصار، وقد فتحت أبواب التغيير غير المحسوب. والآن علينا أن نقطف الثمار.
علينا أن نوحد الصف حتی نقطف الثمار معاً. لأن فلسطين وطننا جميعا وليست للإخوان المسلمين وحدهم.
والمسألة ليست مسألة ثقة بالإخوان أو عدم الثقة بهم وبمن يشبههم. الآن كلنا تحت الفلقة وفي أتون المعركة التي ينبغي أن تتكلل بالانتصار لشعبنا المكلوم المنكوب منذ 76 عاماً.