استنفر عدد من الإعلاميين والصحفيين المصريين بعد الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، وتحذير القاهرة برسالة شديدة اللهجة من تكرار السيناريو معها.
وجه الإعلامي المصري نشأت الديهي رسالة قوية تحمل طابعا تحذيريا للجيش الإسرائيلي باللغة العبرية، خلال تغطية إعلامية خاصة من قاعدة محمد نجيب العسكرية.
وكتب الديهي عبر حسابه الرسمي على منصة إكس، “من صحفي مصري: لا تلعبوا بالنار، واحذروا مصر، جيشها وشعبها، وبعون الله ستعودون إلى أوروبا مشتتين كما جئتم.
وأضاف سرقتم الأرض، وقتلتم الأطفال، وشربتم دماء الأبرياء، ستدفعون الثمن بدماء أبنائكم إن اقتربتم من حبة رمل مصرية.
وكان قد علق الاعلامي المصري في وقت سابق على تصريح رئيس الكنيست الإسرائيلي بخصوص الهجوم الإسرائيلي على مقر أعضاء في حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، وأكد الديهي خلال تقديمه برنامج بالورقة والقلم، والمذاع عبر قناة “Ten” أن إسرائيل “سقطت في أعين العالم كدولة”، مضيفًا أن النظرة الدولية تجاهها تحولت إلى اعتبارها “عصابة” تتصرف خارج القانون الدولي ومعايير الأخلاق السياسية.
وقد كان حذر الديهي الدول التي تسارع نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون حسابات مدروسة، قائلاً: “عليكم أن تتوقفوا.. وأن تعيدوا حساباتكم”، مشددًا على أن “سلام كامب ديفيد 1979 كان هدفه استرداد الأرض، وليس تطبيعًا مجانيًا يخدم مصالح الاحتلال”.
وقد كان أشار إلى أن التصرفات الإسرائيلية الأخيرة تزيد من تعقيد المشهد السياسي في المنطقة وتفقد إسرائيل أي فرصة لكسب ثقة العرب أو المجتمع الدولي، داعيًا إلى مراجعة السياسات تجاه ملف التطبيع والتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل أكثر جدية وواقعية.
وكان أوضح أن الغارة الجوية الإسرائيلية شاركت فيها ما بين 10 إلى 15 طائرة حربية، كانت تهدف بشكل مباشر إلى تصفية عدد من قيادات الحركة، المتواجدين في الأراضي القطرية، مؤكدًا أن ما جرى يعكس استخفافًا غير مسبوق بالقانون الدولي وسيادة الدول.
وأشار الديهي، إلى أن هذا الهجوم يكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل، ويؤكد أنها ليست دولة بالمعنى المتعارف عليه، بل “عصابة منظمة تنفذ أجندة عدوانية دون أي اعتبار للقيم أو المواثيق الدولية”، منوها إلى أن مصر أعربت عن استنكارها الشديد لما حدث، ورفضها التام لأي انتهاك لسيادة دولة عربية شقيقة، مؤكدًا أن هذا التطور يُعد سابقة خطيرة تمس الأمن الإقليمي.
من جانبه، قال الصحفي المصري لؤي الخطيب، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، إنه لا يمكن الحديث عن “دور” أو “طابور” يُفرض على مصر في مواجهة التحديات الإقليمية، مؤكدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدرك تمامًا أن أي قرار بمواجهتها سيكون مغامرة عسكرية غير محسوبة النتائج.
وكتب الخطيب: “بعد صباح الخير.. نقول تاني: مفيش حاجة اسمها الدور على مصر. نتنياهو شخصيًا عارف أنه لو قرر يخلي الدور على مصر، فلازم يستعد لحرب صعبة، غير معلومة الزمن ولا المدى ولا النتائج للطرفين — حتى بافتراض الدعم الأمريكي المطلق.”
وأضاف: “الجيش المصري بيستعد للحرب دي من 73 لحد النهاردة — لا عايزها ولا بيسعى ليها، لكن مستعد لها. فاحنا مش واقفين في دور ولا طابور.”
ولفت الخطيب إلى تناقض لافت في الخطاب العام، قائلًا: “اللافت إن جزء كبير من اللي بيتكلموا عن ‘الدور’ و’الطابور’، كانوا بيهاجموا صفقات السلاح وتطوير الجيش. فانت كنت عايزنا نقف في ‘الطابور’ وييجي علينا ‘الدور’ من غير سلاح؟ دي عمالة ولا غباء؟”.
قال الإعلامي المصري إبراهيم عيسى، في تصريح له، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “قادر على ضرب القاهرة والعاصمة الإدارية”، مضيفًا: “ونحن قادرون على ضرب تل أبيب.. لكن الحرب ليست لعبة.”
وجاء تصريح عيسى في سياق تعليقه على التصعيدات الإسرائيلية الأخيرة، والتهديدات المتبادلة في المنطقة، حيث أراد أن يُذكّر بأن القدرات العسكرية موجودة لدى الطرفين، لكن استخدامها سيكون له تبعات كارثية لا يُستهان بها.
وقال الإعلامي المصري تامر أبو عرب، إن بيان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي جاء ردا على بيان الخارجية المصرية الذي رفضت فيه أن تكون “بوابة لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية”، والذي قال فيه: “إن مصر تفضل سجن سكان غزة على منحهم حرية الحركة والقرار والفرار من منطقة الحرب” أن هذا البيان “كاشف للسيناريو الذي يرسمه نتنياهو منذ اليوم الأول للحرب، وهو تحويل القطاع إلى منطقة غير صالحة للحياة ودفع السكان ناحية الجنوب تمهيدًا لتهجيرهم”.
وأشار إلى أن هذا السيناريو قد تحقق باستثناء “تفصيلة فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين”، لافتًا إلى أن “ضغوطًا كبيرة مورست على مصر طوال الأشهر الماضية، بالترغيب والترهيب، باستخدام ورقة حصار ومهاجمة السفارات، لكنها لم تُجْدِ نفعًا”.
ولفت أبو عرب إلى أن “معبر رفح هو واحد من سبعة معابر أخرى في غزة، وهناك ستة معابر أخرى بين القطاع والأراضي المحتلة يمكن لنتنياهو فتحها أمام أهالي غزة لمنحهم فرصة للنجاة، لكن الخيار يُوجه دائمًا نحو مصر فقط، لأنه يمثل الخروج الأبدي دون عودة، في إشارة إلى ما وصفه بنكبة أكبر من نكبة 1948″، حسب ما نقلت “روسيا اليوم”.