الدعم السريع تراهن على الفاشر لاستعادة توازنها

تراهن قوات الدعم السريع والقوى المتحالفة معها على وضع يدها على الفاشر عاصمة شمال دارفور، لاستعادة توازنها، ووقف سلسلة الانتكاسات التي منيت بها في الأشهر الأخيرة، وآخرها خسارتها العاصمة الخرطوم.
وتعتبر الفاشر المدينة الوحيدة في إقليم دارفور التي لا يزال للجيش السوداني وحلفائه وجود فيها، وهي مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وحاولت قوات الدعم السريع مرارا اختراق دفاعات الجيش في المدينة لكنها في كل مرة تضطر للتراجع تحت ضغط المجتمع الدولي، بالنظر للكثافة السكانية في المدينة، واحتضانها لعدد من مخيمات اللجوء.
ويعتقد خبراء عسكريون أن قوات الدعم السريع لن تقبل هذه المرة أي ضغوط تمارس عليها دوليا لوقف أجندتها في السيطرة على المدينة، خصوصا بعد الضربات القاصمة التي تلقتها، وحيث هي بحاجة لتحقيق انتصار يرفع من معنويات عناصرها.
ويشير الخبراء إلى أن الدعم السريع وحلفاءها بدأوا عمليا التمهيد للمواجهة الكبرى في الفاشر، من خلال الدعوات الموجهة للسكان بمغادرة المدينة.
ولقيت دعوة وجهتها حركتا تحرير السودان (المجلس الانتقالي ) برئاسة الهادي إدريس وتجمع قوي التحرير بقيادة الطاهر حجر المتحالفان مع الدعم السريع لمواطني الفاشر بالمغادرة عبر ممرات آمنة، استجابة، خلال الأيام الأخيرة.
وأفادت منظمة الهجرة الدولية في بيان بأن 530 أسرة نزحت من قريتي “أبوحميرة” و”الركب” بمنطقة أم كدادة، بولاية شمال دارفور (غرب).
وأكد تحالف “تأسيس”، في بيان، أن مدينة الفاشر ومحيطها، بما في ذلك المخيمات المجاورة، سجّلت استجابة واسعة من النازحين والمدنيين لنداءات تحالف “تأسيس” بضرورة إخلاء مناطق التماس العسكري وخطوط العمليات، حفاظاً على سلامتهم.
وأوضح البيان أن قوات التحالف واصلت لليوم الثاني على التوالي عمليات الاستقبال والتأمين لمئات المدنيين الفارين من مناطق الخطر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
وأشار إلى أنه جرى تأمين تحركاتهم من محيط المدينة إلى مناطق أكثر أمانا وتوفير كافة أشكال الدعم والمساعدة الممكنة لهم، بما في ذلك الإيواء المؤقت والإمدادات الإنسانية العاجلة.
وشدد التحالف على التزامه الكامل بحماية المدنيين وتيسير عمليات الإخلاء الطوعي من مناطق القتال، وجدد دعوته لجميع المواطنين إلى الخروج من مواقع الاشتباك حفاظًا على أرواحهم.
وكان المتحدث باسم تجمع قوى تحرير السودان، فتحي محمد عبده، أعلن الأسبوع الماضي أن “التجمع وبالتنسيق مع القوات التابعة لتحالف تأسيس جاهز لحماية المدنيين الراغبين في الخروج من مناطق النزاع وفتح الممرات الآمنة.”
وأشار إلى أن التجمع شرع في إجراء اتصالات مع منظمات الإغاثة الإقليمية والدولية، حيث تلقى التزامات واضحة بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين في المناطق الآمنة.
ووجه المتحدث نداءً إلى جميع المدنيين في مدينة الفاشر ومخيمات أبوشوك وزمزم وأبوجا والمناطق المحيطة، بضرورة إخلاء مناطق التماس العسكري والعملياتي بصورة مؤقتة، والتوجه إلى المحليات والمناطق الآمنة داخل ولاية شمال دارفور أو خارجها.
ويرى متابعون أن الدعوات الموجهة لسكان الفاشر تستهدف سحب ورقة المدنيين التي يستغلها الجيش من أجل منع أي تقدم لقوات الدعم السريع.
ويُتهم الجيش السوداني باتخاذ المدنيين في المدينة كدروع بشرية، الأمر الذي جعل قوات الدعم السريع تتردد في الدخول إليها.
والأحد، قالت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور (أهلية) إن الأوضاع الإنسانية في الإقليم، وخصوصًا بمدينة الفاشر ومخيمات النازحين، تشهد تدهورا كارثيا غير مسبوق والحياة اليومية متوقفة بالكامل، والأسواق خالية من المواد الغذائية، والمساعدات الإنسانية متوقفة كليًا.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
العرب
المصدر: صحيفة الراكوبة