مياه الصرف الصحي تحاصر الغزيين.. كارثة بيئية تهدد الحياة

وطن يواجه قطاع غزة كارثة بيئية وصحية غير مسبوقة، إذ تحولت شوارعه إلى مستنقعات من المياه العادمة نتيجة الدمار الواسع الذي طال شبكات الصرف الصحي بفعل العدوان الإسرائيلي. مع استمرار الحرب، ازدادت معاناة السكان المحاصرين، حيث أصبحت مياه الصرف تتدفق إلى داخل المنازل والخيام، مما يهدد حياة الآلاف، خصوصًا الأطفال وكبار السن، وسط مخاطر صحية متفاقمة.
المنخفضات الجوية الأخيرة زادت الطين بلة، إذ أدت الأمطار الغزيرة إلى ارتفاع مستوى المياه الملوثة في الشوارع إلى أكثر من متر في بعض المناطق، مما جعل التنقل داخل القطاع أمرًا شبه مستحيل. كما تسببت المياه الراكدة في انتشار الأمراض والأوبئة، مثل التهابات الجهاز التنفسي، والأمراض المعوية، والأمراض الجلدية نتيجة تعرض السكان لمياه الصرف غير المعالجة.
بحسب التقارير، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر أكثر من 655 ألف متر من شبكات الصرف الصحي، ما أدى إلى خروج 6 محطات رئيسية لضخ المياه العادمة عن الخدمة، إضافة إلى تدمير 88% من البنى التحتية، بما في ذلك المنازل، والمنشآت الحيوية، والخدمات الأساسية. ومع استمرار الأزمة، باتت القدرة الاستيعابية لشبكة الصرف الصحي شبه معدومة في مناطق واسعة من القطاع.
المياه الراكدة داخل الأحياء المكتظة بالسكان خلقت بيئة مثالية لتكاثر البعوض والحشرات الناقلة للأمراض، مما يزيد من احتمالية تفشي الأوبئة بين السكان المنهكين أصلاً من تداعيات الحرب والحصار الخانق. كما يواجه المرضى والمصابون في المستشفيات صعوبة في تلقي العلاج نتيجة انقطاع الكهرباء وتعطل شبكات الصرف الصحي داخل المنشآت الطبية، ما ينذر بكارثة إنسانية كبرى.
التقارير تؤكد أن قطاع غزة على أعتاب “كارثة صحية غير مسبوقة”، إذ أصبحت مياه الصرف الصحي تهدد حياة من تبقى في القطاع، بينما تتعطل أي جهود لإعادة بناء البنية التحتية بفعل استمرار القصف والتصعيد العسكري. ومع عدم وجود حلول قريبة في الأفق، يجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة خطر جديد يهدد حياتهم كل يوم.
“كارثة صامتة”.. مادة مسرطنة تغطي ركام غزة وتحذيرات من مخاطر صحية خطيرة