موسكو وواشنطن تتفاوضان.. وأردوغان يتحدّى ترامب بشأن أوكرانيا!

وطن في تطوّر جديد يعكس موقف تركيا من الحرب الروسية الأوكرانية، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان معارضته العلنية لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إدارة الصراع في أوكرانيا، مؤكدًا أن “السلام العادل والدائم لا يمكن أن يتحقق إلا بتمثيل متساوٍ وعادل لطرفي النزاع”.
موقف أردوغان يأتي في توقيت حساس، حيث تستعد موسكو وواشنطن لبدء مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات، وفقًا لما كشفته مصادر روسية وأمريكية مؤخرًا. وتسعى روسيا إلى فرض شروطها في أي تسوية، متضمنة استسلام الجيش الأوكراني، والتخلي عن خمس مناطق تسيطر عليها موسكو جزئيًا أو كليًا، فضلًا عن منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنقرة، التي تزامنت مع تصريحات أردوغان، حملت رسائل واضحة بشأن الدور التركي في المفاوضات المحتملة. إذ أكّد لافروف خلال لقائه بنظيره التركي أن “موسكو لن توقف القتال إلا بعد تحقيق أهدافها الكاملة من الحرب”، وهو ما يتماشى مع سياسة الكرملين الرافضة لأي وقف إطلاق نار دون مكاسب سياسية واضحة.
تركيا، رغم علاقاتها الجيدة مع روسيا، تواصل دعم أوكرانيا سياسيًا، وهو ما تجلّى في استقبال أردوغان لرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي مؤخرًا، حيث شدّد على “دعم وحدة الأراضي الأوكرانية واستقلالها”، في تناقض واضح مع الموقف الأمريكي الذي يتجه تدريجيًا إلى التخفيف من دعمه لكييف والتفاوض مع موسكو.
ترامب، الذي عاد للبيت الأبيض بخطاب لاذع تجاه أوكرانيا، يتبنّى مقاربة مختلفة عن سلفه جو بايدن، إذ أشار مرارًا إلى أن “أوكرانيا ليست أولوية أمريكية”، وأن واشنطن لن تستمر في دعمها العسكري لكييف دون مقابل”.
هذا التحوّل الأمريكي يمنح روسيا مزيدًا من الأمل في تحقيق أهدافها، لا سيما في ظل تصاعد الضغوط الداخلية على زيلينسكي، ووجود انقسامات أوروبية بشأن استمرار الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا.
يبقى التساؤل الآن: هل يمكن لأردوغان فرض رؤيته على المحادثات الأمريكية الروسية؟، أم أن التوازنات الإقليمية والدولية ستجعل تركيا مجرّد وسيط في مفاوضات ترسمها واشنطن وموسكو بعيدًا عن أنقرة؟