تحدث غيرشون باسكين أحد المخططين الرئيسيين لـ”صفقة شاليط” عام 2011، في مقابلة مع صحيفة “معاريف” العبرية، بأن مواقف إسرائيل وحماس متباعدة للغاية ومن الصعب التوصل إلى اتفاق.

وأعرب باسكين الناشط اليساري المخضرم، عن شكوكه العميقة بشأن فرص نجاح المحادثات الحالية بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

وبحسب “مهندس صفقة شاليط”، أعلنت إسرائيل وحماس قبولهما بالصفقة “على الطاولة” إلا أن كل طرف يفسرها عمليا على هواه وبشكل مختلف تماما وهو ما سيؤدي إلى انهيار المفاوضات واستمرار الحرب.

وتابع قائلا: “حتى ذلك الحين يبدو أنه لا توجد صفقة حقيقية على الطاولة، وأن المفاوضات المستمرة ليست سوى تمرين في العبث”.

وأردف قائلا: “أحاول أن أفهم قرارات إسرائيل وحماس بشأن مقترح وقف إطلاق النار الأخير وصفقة إطلاق سراح الرهائن.. منذ البداية أعلن الجانبان قبولهما للاتفاق المطروح على الطاولة وتفاخرت إسرائيل بقبولها للاتفاق، وأنها تنتظر رد حماس.. وحماس أعلنت بكل البهرجة والضجة أنها تقبل الصفقة لكنها تتوقع من إسرائيل أن ترفضها”.  

بحسب قوله، فقد تضمنت مطالب حماس مبادئ لا ترغب إسرائيل في قبولها،  أدرجت الحركة في إعلانها أنها تتوقع وقف إطلاق نار لمدة 7 سنوات وأن الولايات المتحدة ستضمن تنفيذ إسرائيل للاتفاق بالكامل، بما في ذلك إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، على غرار الاتفاق السابق الذي انتهكته إسرائيل.

وأعلن ويتكوف وإسرائيل أن حماس أضافت مطلب وقف إطلاق النار لمدة سبع سنوات والضمانات الأمريكية، وهو ما “أعادنا إلى الوراء” وفقا للمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط.

من جهتها أعلنت حماس أن إسرائيل أدخلت عشرات التعديلات على الاتفاق المطروح على الطاولة.

ويؤكد باسكين على صعوبة إجراء المفاوضات عبر طرف ثالث، مبينا أن هذه إحدى مشاكل المفاوضات عبر طرف ثالث، على عكس المفاوضات المباشرة، لذا من الواضح أن إسرائيل وحماس تنظران إلى الاتفاق المطروح على الطاولة بعيون مختلفة تماما.

وبحسب قوله، فإن حتى الأجزاء التي يوجد اتفاق واضح عليها مثيرة للجدل عندما تدخل في التفاصيل: “سمعت من أحد الوسطاء أن المشكلة لا تزال قائمة مع مطالبة حماس بإنهاء الحرب وانسحاب إسرائيل بالكامل من غزة، ورفض إسرائيل إنهاء الحرب والانسحاب من غزة.. كما أن هناك تفسيرات مختلفة أيضا بشأن قضية المساعدات الإنسانية وسبل إيصالها إلى سكان غزة”.

وذكرت الصحيفة أن الاستنتاج الذي توصل إليه باسكين قاتم حيث صرح: “ما لم يحدث شيء سريع فمن الواضح أنه لن يكون هناك أي تقدم أو اتفاق حقيقي على الطاولة.. الحرب سوف تستمر وسوف يقتل المزيد من الفلسطينيين، والعديد من المقاتلين والمدنيين، وسوف يلحق المزيد من الدمار بما تبقى من غزة نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر.. ومن الممكن أن يقتل المزيد من الجنود الإسرائيليين أيضا.. قد يموت الخاطفون أو يقتلون.. وسوف تستمر المعاناة والصدمة لكلا الشعبين.. إنه أمر مأساوي”.

شاركها.