في زمنٍ اختلطت فيه البنادقُ بالولاءات، وتاهت البوصلات بين من يقاتل دفاعًا عن الأرض ومن يقاتل لحساب العدو، اختار بعضهم طريقًا ظنّوه خلاصًا، فإذا به طريق اللعنة.
ياسر أبو شباب، الاسم الذي ارتبط في أذهان الغزيّين بالخيانة والارتزاق، كان يتخيّل أن العمالة للاحتلال ستحميه من مصيرٍ محتوم. لكنه لم يدرك أن الاحتلال لا يصنع حلفاء، بل يستخدم أدوات… ثم يرميها عند أول منعطف.
فقد أعلنت جهات إسرائيلية صراحة أن «العناصر المتعاونة مع جيشنا في غزة لن يُسمح لها بدخول إسرائيل»، جملة قصيرة لكنها كفيلة بأن تكتب النهاية لكل من باع وطنه مقابل سراب.
هكذا وجد أبو شباب نفسه وحيدًا، مطاردًا في الشوارع التي خان ترابها، لا جهة تحميه، ولا ملاذ يأويه. من خدمهم أغلقوا الأبواب في وجهه، ومن خانهم لن يفتحوا له باب الغفران.
حين أدار له المحتل ظهره، أدرك متأخرًا أن من يبيع وطنه لا يشتريه أحد، وأن البندقية التي وُجِّهت ضد أهله لن تحميه حين يشتدّ الخطر.