بعد اغتيال محمد السنوار، قائد الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، تُشير التوقعات إلى تولي عز الدين الحداد البالغ من العمر 55 عامًا ليكون كخليفة محتمل له.
ويعرف بـ”أبو عمر حسن”، ولم يكن أبدأ في غزة، حيث يتزايد الغضب في داخل قيادة حماس في غزة على القيادة الخارجية لعدم قدرتهم على تأمين وقف إطلاق النار أو توفير الإمدادات المالية لمواصلة الحرب ضد إسرائيل. وظل درويش بعيدا عن الأضواء، خشية تعرضه لهجوم من إسرائيل.
وفي تموز/ يوليو الماضي اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية وهو في زيارة لطهران، العاصمة الإيرانية. ومنذ خرقها لوقف إطلاق النار، زادت إسرائيل من هجماتها. وطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قادة حماس تسليم أسلحتهم أو الخروج إلى المنفى.
وبحلول يناير الماضي، عندما أُطلق سراح المحتجزين، كان عز الدين الحداد قد صعد في صفوف حماس بعد نجاته من ست محاولات اغتيال، ووفقًا لصحيفة «تليغراف» البريطانية، كُلِّف بإعادة بناء البنية التحتية المدنية والعسكرية لحماس خلال فترة هدوء قصيرة في الحرب مع إسرائيل.
ومن بين مهامه الأخرى، ضمان سلاسة عملية تسليم الأسرى، وفقًا للتقارير آنذاك.
عمل في البداية في الأمن الداخلي، جنباً إلى جنب مع يحيى السنوار، في مطاردة الفلسطينيين المتعاونين مع إسرائيل.
كما سيطر الحداد على المجموعة في غزة.
وأكدت مصادر استخباراتية أن أبو صهيب، شخصية بارزة تُعرف محلياً، يحتجز أسرى إسرائيليين ويملك حق النقض (الفيتو) بشأن اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدمه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
في السابع من أكتوبر 2023، قاد عز الدين الحداد عملية التسلل الأولى إلى الأراضي الإسرائيلية، مُوجّهاً قادة حماس في الليلة السابقة لتنفيذ الهجوم.
وكان الحداد شديد الحذر في تعاملاته، مُبتعدًا عن أي ظهور علني أو إعلامي نظرًا للمكافأة المالية البالغة 750 ألف دولار المعلنة لمن يوفر معلومات عن مكان تواجده.
وذكرت الاستخبارات الإسرائيلية أن الحداد يتسم بتنقلاته المتكررة، وأنه يقتصر في علاقاته على عدد محدود من الأشخاص خارج دائرة معارفه المقربة.
ويواجه الحداد، الذي فقد ابنه الأكبر وحفيده في غارة إسرائيلية بِيناير الماضي، وابنه الثاني في أبريل، ضغطًا هائلًا كأحد آخر القادة الميدانيين المتبقين في غزة.
ويُواجه الحداد ضغطًا لإثبات جدارته، وفقًا لمصدر أمني إقليمي، فإسرائيل قد تُصعّد عملياتها ضد حماس إن لم تُبرم الأخيرة اتفاقًا، مستهدفة قياداتها داخل غزة وخارجها.
وكانت حماس أعلنت قبولها للاتفاق الحالي الذي قدمه ويتكوف من حيث المبدأ، لكنها اقترحت خلال عطلة نهاية الأسبوع جدولاً زمنياً جديداً للإفراج عن الأسرى.
في حين استنكر ويتكوف هذا الإجراء ووصفه بأنه غير مقبول.
بينما رأى الوسطاء الدوليون المتفاوضون على وقف إطلاق النار أن الحداد هو الآن العقبة الأخيرة أمام الهدنة.
ويقول المفاوضون الدوليون لوقف إطلاق النار إن الحداد هو آخر عقبة أمام وقف إطلاق النار. كما أنه المطلوب الأول لإسرائيل حيث نجا من 6 محاولات اغتيال، منذ عام 2008. وحاولت إسرائيل اغتياله منذ بداية الحرب في تشرين الأول/أكتوبر 2023 ثلاث مرات، بما في ذلك إرسال قوات عسكرية إلى بيت قيل إنه كان فيه ولم يعثروا على أحد هناك. وفي ليلة الهجوم على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر طلب من الحداد التنسيق الأولي لعملية الاختراق وعبأ المقاتلين الذين هم تحت إمرته، وذلك حسب وثيقة تقول إسرائيل إنه تم العثور عليها.
وتحدد الوثيقة أن مسؤولياته في العملية كانت مهمة إعلانات وسيطرة على مناطق قرب الحدود مع غزة. وتولى الحداد تحديدا السيطرة على قاعدة ناحال عوز العسكرية، التي قتل فيها 60 جنديا و15 إسرائيليا وأخذ آخرون إلى غزة.
ونقلت الصحيفة التايمز عمن وصفته مصدرا في المنطقة قوله: “هو آخر القادة الباقين في الميدان بغزة، مما يعني أن الضغط عليه كبير. ولو لم تكن هناك صفقة، فإنه لا يريد أن يتذكر بأنه الرجل الذي أدار غزة وقد تفككت تحت السيطرة الإسرائيلية. ومن جهة أخرى، فيجب أن يظهر القيادة”. وأضاف المصدر أن حماس يبدو أنها لا توافق على صفقة تزيد من سيطرة إسرائيل على القطاع، وفي الوقت نفسه تواصل ملاحقة قادة حماس الكبار في داخل القطاع وخارجه.
وتضيف الصحيفة أن الحداد يملك القول النهائي في وقف إطلاق النار في غزة، لكن مفاوضين كبارا مع الولايات المتحدة، قالوا إن محمد إسماعيل درويش، الذي حل محل المفاوضين السابقين، ووصفه المسؤولون الاستخباراتيون سابقا بأنه شخص “غير معروف”، كان مسؤولا عن عمليات حماس المالية التي تولد الدعم المالي.