من تل أبيب إلى نوبل… ليست صدفة، بل مسار مدروس، كما يرى كثيرون. فالعالم العربي عمر ياغي، فلسطيني الأصل وأميركي الجنسية، فاز هذا العام بجائزة نوبل للكيمياء، في إنجاز علمي كبير أثار في الوقت نفسه جدلاً واسعاً حول خلفياته ورمزيته.
قبل نوبل، كان ياغي قد تسلّم جائزة وولف الإسرائيلية من داخل الكنيست، وهي الجائزة التي تُعدّ ممراً تقليدياً للعديد من العلماء نحو نوبل.
هذا التتابع، من “وولف” إلى “نوبل”، أثار تساؤلات حول دور السياسة في توجيه مسار الجوائز العالمية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بشخصيات من أصول عربية أو من مناطق النزاع.
ويرى مراقبون أن تكريم ياغي يعكس محاولة غربية لتجميل وجه الاحتلال عبر بوابة العلم، وإبراز رواية “التعايش الأكاديمي” التي يُتهم بأنها تغطي على واقع الاحتلال ومعاناة الشعب الفلسطيني.
من نكبة إلى نوبل، كما يقول ناشطون، تتكرر المشاهد نفسها: نفس المؤسسات التي تكرّم، ونفس الأنظمة التي تحدد من “يستحق” التصفيق. وبينما يحتفي العالم بالإنجاز العلمي، يطرح آخرون سؤالاً أخلاقياً:
كيف يقبل عالم من جذور فلسطينية جائزة من دولة تحتل وطنه؟
في نهاية المطاف، تبقى نوبل بريقاً علمياً محاطاً بظلال السياسة عنواناً جديداً لجدل قديم حول حدود التطبيع الأكاديمي، ودور العلم بين الإبداع… والموقف.