اخبار

من “إرهابي” إلى “رجل دولة”.. لماذا غيّرت السعودية موقفها من أحمد الشرع؟

وطن شهدت السياسة السعودية تحولًا لافتًا في موقفها من القائد السوري أحمد الشرع، المعروف سابقًا بـ “أبو محمد الجولاني”، حيث انتقل الإعلام السعودي، ممثلًا في قناة “العربية”، من تصنيفه كـ”إرهابي متطرف” إلى الترويج له كـ”سياسي حكيم” قادر على قيادة سوريا في المرحلة الانتقالية. هذا التغير المفاجئ أثار جدلًا واسعًا، خاصة أن المملكة دعمت نظام الأسد حتى اللحظات الأخيرة قبل سقوطه، قبل أن تعيد تموضعها لتواكب المشهد الجديد في سوريا.

الإعلام السعودي يُبدل روايته بالكامل

لسنوات، لعبت “العربية” وأذرع الإعلام السعودي الأخرى دورًا رئيسيًا في مهاجمة الشرع، وشيطنته باعتباره أحد قادة الفصائل الإسلامية المتشددة في سوريا. غير أن المقابلة الأخيرة التي أجرتها معه القناة تعكس انقلابًا جذريًا، حيث تحوّل الخطاب الإعلامي إلى الاحتفاء به، وتصويره كـ”رجل المرحلة” الذي سيسجل التاريخ اسمه “بأحرف من ذهب”.

هذا التناقض الحاد دفع الكثيرين إلى التساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التغيير المفاجئ، خاصة أن الرياض كانت حتى وقت قريب تُحسن علاقتها بنظام الأسد، وأعادت فتح سفارتها في دمشق. فكيف تحولت من دعم الأسد إلى الترويج لقائده المعارض الجديد؟

تغيير في الحسابات السعودية

يبدو أن هذا التحول يأتي ضمن إعادة رسم خريطة التحالفات السعودية في المنطقة، بعد سقوط الأسد وصعود قيادة جديدة في دمشق. وفقًا لمصادر سياسية، فإن الرياض تسعى إلى بناء علاقات جديدة مع القيادة السورية الجديدة، بعدما أدركت أن دعم الأسد لم يعد مجديًا، خاصة في ظل الضغط الأمريكي والدولي على دول الخليج لمراجعة سياساتها تجاه سوريا.

يذكر أن التغير في السياسة السعودية تجاه سوريا ليس عفويًا، بل يأتي في سياق إستراتيجية أوسع تشمل توسيع نفوذ الرياض في الشرق الأوسط، ومحاولة تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا، بعدما كانت طهران الحليف الأبرز لنظام الأسد على مدى سنوات الحرب.

ردود فعل ساخرة وانتقادات واسعة

التغير المفاجئ أثار موجة من السخرية والانتقادات على منصات التواصل الاجتماعي، حيث علّق كثيرون بأن “إرهابي الأمس” وفق وصف الإعلام السعودي، أصبح اليوم “بطلًا قوميًا” تسارع القنوات السعودية إلى استضافته والترويج له.

وفي هذا السياق، اعتبر محللون أن السياسات الإعلامية السعودية تعكس توجهات محمد بن سلمان، الذي بات يستخدم أدوات الإعلام لإعادة تشكيل مواقف المملكة السياسية، بما يتماشى مع مصالحه الإقليمية، حتى لو كان ذلك يعني التخلي عن الروايات السابقة والترويج لقيادات كانوا يصنفونها سابقًا كإرهابيين.

هل تغير الموقف السعودي نهائيًا؟

رغم أن هذا التغير في الموقف السعودي يبدو كبيرًا، إلا أن بعض المحللين يحذرون من أن السياسات السعودية تجاه سوريا قد لا تكون ثابتة، وقد تتغير حسب المصالح الإقليمية والدولية. فالرياض، التي دعمت الأسد حتى النهاية، قد لا تتردد في إعادة تموضعها مرة أخرى إذا تطلبت مصلحتها ذلك.

لكن الواضح حاليًا أن السعودية تسعى للعب دور رئيسي في مستقبل سوريا بعد الأسد، وتريد التأثير في مسار المرحلة الانتقالية، بعدما تركت الملف السوري لفترات طويلة لصالح القوى الإقليمية والدولية الأخرى.

لماذا غيرت السعودية مسارها حيال الثورة السورية وانقلبت عليها لصالح الأسد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *