اخبار

منذ بدء العلمية العسكرية: إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات الضفة

يتصاعد التهجير القسري للتجمعات السكانية الفلسطينية ومخيمات اللاجئين خاصة في محافظتي جنين وطولكرم في شمال الضفة الغربية المحتلة، بوتيرة مقلقة، حيث أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على نزوح 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين تحت تهديد السلاح، ويتطلع الاحتلال للمكوث بالمخيمات وعدم السماح للسكان الفلسطينيين العودة إليها.

فمنذ بدء العملية العسكرية “السور الحديدي” من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في 21 كانون الثاني/يناير الماضي، تم إفراغ العديد من مخيمات اللاجئين من سكانها تقريبا. إن هذه العملية المستمرة منذ أكثر من 4 أسابيع هي الآن الأطول في الضفة الغربية منذ الانتفاضة الثانية، على ما أفادت وكالة “الأونروا”.

وبدأت العملية العسكرية في مخيم جنين، وتوسعت لتشمل مخيمات طولكرم ونور شمس والفارعة وأدت إلى تشريد 40 ألف لاجئ فلسطيني. وكانت قوات الاحتلال قد بدأت بتنفيذ عمليات واسعة النطاق في الضفة في منتصف عام 2023. ومنذ ذلك الحين، تم تهجير آلاف العائلات قسرا.

وأدت العمليات المتكررة والمدمرة إلى جعل مخيمات اللاجئين في الشمال غير صالحة للسكن، ما أدى إلى محاصرة السكان في نزوح دوري. وفي عام 2024، كان أكثر من 60% من عمليات التهجير نتيجة لعمليات قوات الاحتلال، في غياب أي أوامر قضائية.

ويأتي هذا التهجير القسري في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في الضفة، حيث أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية إلى تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، ونقص حاد في المواد الأساسية والخدمات الطبية، مما يفاقم معاناة السكان الذين اضطروا إلى ترك منازلهم قسرًا.

وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عن نزوح 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، بفعل العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في شمال الضفة.

وأكد كاتس أن جيش الاحتلال وسع عملياته في منطقة شمال الضفة، وخاصة في قباطية، مشيرًا إلى تعزيز القوات الإسرائيلية بوحدات مدرعة إضافية. كما أعلن عن تعليق أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في المخيمات، في خطوة تزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية التي يواجهها آلاف النازحين.

وأوضح كاتس أنه أصدر أوامر لجيش الاحتلال بعدم السماح للسكان بالعودة إلى المخيمات، مشددًا على بقاء قوات الاحتلال لفترة طويلة داخل هذه المناطق، فيما وصفه بـ”منع عودة الإرهاب”، في إشارة إلى استمرار عمليات القمع العسكري والتهجير الجماعي بحق الفلسطينيين.

وحذرت وكالة الأونروا من أن عملية “السور الحديدي” التي تنفذها قوات الاحتلال أدت إلى تفريغ العديد من مخيمات اللاجئين في شمال الضفة الغربية، مضيفة أن التهجير القسري للتجمعات الفلسطينية “يتصاعد بوتيرة مثيرة للقلق”.

وقالت الأونروا: “إن النزوح القسري في الضفة الغربية المحتلة هو نتيجة لبيئة خطيرة وقسرية على نحو متزايد. لقد أصبح استخدام الضربات الجوية والجرافات المدرعة والتفجيرات المتحكم فيها والأسلحة المتقدمة من قبل القوات الإسرائيلية أمرا شائعا وهو امتداد للحرب في غزة. إن مثل هذه الأساليب العسكرية تتعارض مع سياق تنفيذ القانون في الضفة الغربية المحتلة، حيث تم تنفيذ ما لا يقل عن 38 غارة جوية في عام 2025 وحده”.

وأكدت الأونروا على ضرورة حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع الأوقات، وأن “العقاب الجماعي” غير مقبول على الإطلاق. وقالت: “أصبح مخيم جنين اليوم خاليا من السكان، مما يستحضر ذكريات الانتفاضة الثانية. وهذا المشهد من المقرر أن يتكرر في مخيمات أخرى”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *