تحوّل اجتماع مجلس الأمن حول السودان إلى ساحة مواجهة علنية، بعدما فجّر السفير السوداني الحارث إدريس مداخلته باتهامات مباشرة ضد الإمارات، قائلاً إنّها ليست وسيطًا في الحرب، بل شريك في إشعالها.
إدريس قالها بصوتٍ غاضب: “قدّمنا الأدلة والوثائق… الإمارات تورّطت في إرسال طائرات مسيّرة وذخائر ومرتزقة، وتنهب ذهب السودان لتصهره في مصانع أبوظبي”. وأضاف مخاطبًا ممثلها: “مكانكم ليس هنا، بل مع ميليشيات الدعم السريع”. لحظةٌ قلبت الطاولة وأسقطت الأقنعة الدبلوماسية داخل أروقة الأمم المتحدة.
السفير السوداني واصل بلغة الألم والغضب: “النساء يُغتصبن في وضح النهار، والمدنيون يُقتلون جوعًا وقصفًا، والعالم يتفرّج”. كلمات دوّت في القاعة وأربكت المندوبين، فيما ردّ ممثل الإمارات ببرود قائلاً: “المشكلة داخلية ولا علاقة لنا بما يجري”.
لكن المشهد تجاوز الردود البروتوكولية: كان مجلس الأمن أشبه بمحكمة كبرى، جلس فيها السودان شاهدًا وضحية، ووجدت أبوظبي نفسها مجددًا في قفص الاتهام وسط تزايد الأصوات المطالبة بتحقيقٍ دولي حول دعمها المزعوم لميليشيات الحرب في دارفور.
