“ممر داوود”.. مشروع إسرائيل الكبرى يبدأ من سوريا


وطن منذ سنوات، تتحدث الأوساط السياسية والاستراتيجية عن خطط الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع نفوذه في الشرق الأوسط، ويبدو أن مشروع “ممر داوود” قد يكون إحدى هذه الخطوات الكبرى. يهدف المخطط، وفق تقارير وتحليلات، إلى تقسيم سوريا وربط الكيان المحتل بالعراق، مما يمنحه وصولًا مباشرًا إلى الحدود الإيرانية، في إطار رؤية “إسرائيل الكبرى”.
بدأت المؤشرات على تنفيذ هذا المخطط بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث استغل الاحتلال الفوضى السياسية والحروب المتتالية ليعزز وجوده في الجنوب السوري. منذ ذلك الحين، نفذ جيش الاحتلال سلسلة من العمليات العسكرية والتوغلات في مناطق محاذية لدمشق، وسط استهداف متكرر لما تبقى من القدرات العسكرية السورية.
تعد المناطق الجنوبية لسوريا، خاصة جبل الشيخ ودرعا والقنيطرة، نقاطًا استراتيجية لهذا المشروع، إذ يسعى الاحتلال إلى فرض سيطرة فعلية على الشريط الشرقي للبلاد، وصولًا إلى العراق. تحقيق هذا الهدف يعني اقتراب إسرائيل أكثر من أي وقت مضى من إيران، وهو ما يعكس طموح نتنياهو لتوسيع نفوذ الكيان خارج حدوده المعترف بها دوليًا.
وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست”، لا توجد دوافع استراتيجية حقيقية لهذا التوسع، خاصة في ظل انشغال القوى المحلية في سوريا بإعادة ترتيب أوضاعها الداخلية. في المقابل، يرى نتنياهو أن الفرصة أصبحت مواتية لفرض واقع جديد يخدم مشروعه الأكبر، خصوصًا في ظل دعم محتمل من الإدارة الأمريكية بزعامة دونالد ترامب، الذي تبنى مرارًا سياسات داعمة لتمدد الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
المشروع، إن صح، لا يعني فقط توسعًا جغرافيًا بل إعادة تشكيل للخارطة السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط. السؤال الذي يطرح نفسه: هل يقف المجتمع الدولي مكتوف الأيدي أمام تنفيذ هذا المخطط؟ أم أن القوى الإقليمية ستتدخل لمنع تحول المنطقة إلى ساحة نفوذ جديدة للكيان الإسرائيلي؟
ترامب: خريطة إسرائيل صغيرة وسأعمل على توسيعها!