مفاجأة بشأن دور السيسي وحفتر في حرب السودان.. ما علاقة الإمارات وروسيا؟
![](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2023/04/خليفة-حفتر.jpg)
Advertisement
وطن كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن دعم عسكري قدمه المشير الليبي خليفة حفتر، المتهم بالانقلاب على السلطات في طرابلس عام 2019، إلى قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي مقابل دعم مماثل قدمه النظام المصري، لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان.
حفتر يدعم حميدتي والسيسي يدعم البرهان
وذكرت الصحيفة الأمريكية أن خليفة حفتر، والجيش المصري دعما عسكريا رأسي المكون العسكري المتصارع في السودان قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي والجيش بقيادة البرهان.
ونقلت “وول ستريت جورنال” عن مصادر وصفتها بـ “المطلعة” قولها إن خليفة حفتر، قائد الفصيل العسكري الذي يسيطر على شرق ليبيا، أرسل طائرة واحدة على الأقل لنقل الإمدادات العسكرية لقوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية.
وأوضحت الصحيفة أن لحفتر، علاقات سابقة مع حميدتي.
وفي المقابل، أرسلت مصر طائرات حربية وطيارين لدعم الجيش السوداني، كما تضيف ذات المصادر.
ونوهت الصحيفة إلى أن التدخل الخارجي في الصراع المسلح في السوادن، يزيد من خطر حدوث تصعيد خطير في القتال يمكن أن يوسع الصراع، ويقوض جهود الولايات المتحدة والأمم المتحدة وغيرهما للتوسط في وقف إطلاق النار.
وتطرقت الصحيفة إلى المكانة المهمة التي يلعبها السودان في المنطقة، وأكدت أنه لطالما كان موقع السودان الاستراتيجي على البحر الأحمر، وإمكانية وصوله إلى نهر النيل واحتياطياته الهائلة من الذهب، مطمعاً لقوى خارجية منذ فترة طويلة.
الصراع على النفوذ والثروات في السوادن
تقول “وول ستريت جورنال” إنه منذ الإطاحة بالديكتاتور السوداني عمر البشير في عام 2019، استخدم كل من حميدتي والبرهان المتحالفان بالأمس المتحاربان اليوم هذه الأصول لبناء تحالفات مع القوى الإقليمية والعالمية التي لها مصلحة في حسم معركتهم من أجل التفوق العسكري والسياسي في السودان.
واصل الجيش السوداني بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان الزعيم الفعلي للبلاد الأربعاء قصف مواقع قوات الدعم السريع، الميليشيا التي ترعاها الدولة بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.
وأدت الضربات الجوية، إلى جانب معارك الشوارع المكثفة بين الفصيلين المتناحرين، إلى إلقاء الخرطوم عاصمة السودان وهي مدينة تقع على نهر النيل في حالة من الفوضى.
حسب معطيات منظمة الصحة العالمية، قُتل نحو 296 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 3000 منذ بدء القتال يوم السبت في السودان، فيما لا يزال الملايين محاصرين في منازلهم بسبب تناقص إمدادات المياه والغذاء، ناهيك أن المستشفيات غير قادرة على علاج الجرحى.
هذا وفي الوقت الذي يتصاعد فيه الضغط الدولي في الأشهر الأخيرة بالنسبة للبرهان وحميدتي لتسليم السلطة إلى حكومة مدنية، تنازع طرفا المكون العسكري بشأن دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي وملكية مساحات من الاقتصاد السوداني يسيطر عليها الفصيلان مُسبقا.
الآن، يخوض الطرفان صراعا قاتلا من أجل التفوق السياسي والعسكري على بلد يزيد عدد سكانه عن 45 مليون نسمة.
![الصراع على النفوذ والثروات في السوادن](https://ichef.bbci.co.uk/news/640/cpsprodpb/46CF/production/_106772181_bf7fe826737b4b0a8af18f4d4844d233.jpg)
حفتر المدعوم من روسيا والإمارات يدعم حميدتي
تُواصل وول ستريت جورنال نقلها عن الأشخاص المطلعين على الأمر بقولهم إن حفتر، المدعوم من روسيا والإمارات العربية المتحدة، أرسل شحنة واحدة على الأقل من الذخيرة، يوم الاثنين، من ليبيا إلى السودان لتجديد الإمدادات للجنرال دقلو.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الجيش السوداني، الإثنين، أن حميدتي يحشد قوة كبيرة في قاعدة جوية شمالية “لتأمين هبوط طائرة مساعدات عسكرية من جهات إقليمية”.
لقد ساعد حميدتي و حفتر بعضهما البعض من قبل، فقد أرسل القائد السوداني مقاتلين لمساعدة زعيم الميليشيا الليبية حيث شن حفتر محاولة فاشلة للاستيلاء على العاصمة الليبية طرابلس من الحكومة المعترف بها دوليًا في عام 2019.
كما أن لكلا الرجلين تحالفا مع الإمارات، التي ساعدت حفتر عسكريًا لمحاربة خصومه السياسيين واستأجرت رجال الجنرال حميدتي للقتال في اليمن.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن عملا مشتركا جمع الاثنان مع فاجنر قوات المرتزقة شبه العسكرية الروسية الخاصة المدعوم من الكرملين حيثُ يستضيف حفتر القوات شبه العسكرية الروسية في قواعده في ليبيا.
بدوره، أقام حميدتي شراكات مربحة في تعدين الذهب مع فاغنر التي يرأسها يفغيني بريغوزين، رجل الأعمال الروسي والمساعد المقرب للرئيس فلاديمير بوتين.
![حفتر المدعوم من روسيا والإمارات يدعم حميدتي](https://alarabstyle.com/wp-content/uploads/2023/04/_106344120_haf1.jpg)
ما علاقة الإمارات بالصراع العسكري السوداني
تقول الصحيفة إنه لم يكن هناك ما يشير على الفور إلى أن تدخل حفتر في السودان كان بدعم من روسيا أو الإمارات.
كما لم يرد المتحدثون باسم البرهان و حفتر ووزارتي الخارجية المصرية والإماراتية على طلبات التعليق، ولم يتمكن مسؤول العلاقات العامة لحميدتي من التعليق بشكل مباشر على تساؤلات وول ستريت جورنال.
بالحديث عن مصر، التي دعت رسميًا إلى إنهاء القتال، فقد أرسلت هي الأخرى طائرات مقاتلة قبل بدء القتال مباشرة وطيارين إضافيين بعد فترة وجيزة لدعم البرهان، على حد قول ذات المصادر.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد صرح فيه مسؤول بالجيش السوداني إن مقاتلة مصرية دمرت مستودعا للذخيرة يسيطر عليه حميدتي بعد ظهر الاثنين الماضي.
وفي هذا السياق من التطورات، يقول كاميرون هدسون، رئيس الأركان السابق و المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، الذي يتولى حالياً منصب زميل أول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن “إذا كنت جارًا تنظر إلى العنف وتواجه خطر استيلاء أحد أمراء الحرب على بلد ما، فمن المنطقي من منظور مصري أن تنخرط في الصراع”.
![علاقة الإمارات بالصراع العسكري السوداني](https://www.alquds.co.uk/wpcontent/uploads/2020/10/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B1%D8%B7%D9%88%D9%85730x438.png)
قوات الدعم السريع تعتقل جنودا مصريين
يوم السبت، اعتقل رجال حميدتي كتبة من القوات المصرية التي تم نشرها في قاعدة سودانية، للاشتباه في أنها يمكن أن تتدخل لدعم البرهان.
وقالت قوات الدعم السريع، إنهم نقلوا العسكريين المصريين فيما بعد إلى الخرطوم، بعد أن قصفت القوات الجوية السودانية مواقعهم.
وأشارت ذات القوات، إلى أن الجنود المصريين المعتقلين كان بينهم ضباط في المخابرات العسكرية، كما تم الاستيلاء على الطائرات المصرية الموجودة بالفعل في المنشأة والتي تضررت بشدة.
يشار هنا إلى أن القاهرة لطالما دعمت البرهان، الحليف الرئيسي لمصر في نزاعها مع إثيوبيا التي تعمل على توسيع سد عملاق تقول حكومة السيسي إنه يهدد بقطع المياه التي تصب في النيل.
وكانت “وول ستريت جورنال” قد ذكرت في وقت سابق أن الانقلاب الذي قاده البرهان، والذي أوقف التحول الديمقراطي في السودان في أكتوبر 2021، حصل على الضوء الأخضر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وفي سياق متصل، صرح وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين الثلاثاء، أنه تحدث مع البرهان وحميدتي وطالبهما بالوقف الفوري لإطلاق النار للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية.