اخبار

“مغارة نوال الدجوي”.. كنز بـ 250 مليون جنيه يهز مصر ويكشف الوجه الآخر للسلطة

وطن في زمن تقشّف رسمي ودعوات للمواطنين بـ”شد الحزام”، فجّرت حادثة سرقة فيلا نوال الدجوي، الأكاديمية البارزة والقيادية في حزب مستقبل وطن، فضيحة مدوّية كشفت عن كنز غير متوقع مخبأ داخل منزلها بمدينة 6 أكتوبر، لتتحول الفيلا إلى ما وصفه المصريون بـ”مغارة علي بابا“.

وبحسب البلاغ الأمني، فإن قيمة المسروقات بلغت نحو 50 مليون جنيه نقدًا، 3 ملايين دولار، 350 ألف جنيه إسترليني، و15 كيلو ذهب! وهو ما يعادل أكثر من ربع مليار جنيه مصري، رقم يفوق ميزانيات هيئات ومؤسسات حكومية بأكملها.

المثير للدهشة أن الدجوي، المعروفة بولائها للنظام وظهورها الإعلامي الدائم كمثال “للنموذج المشرف”، هي نفسها من كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2019، وتحمّلت مناصب عليا في الحزب الحاكم، فضلًا عن حصولها على دكتوراه فخرية من جامعات بريطانية وأمريكية.

لكن الحادثة طرحت أسئلة أعمق من السرقة نفسها: لماذا تحتفظ شخصية بهذه المكانة بمثل هذه الثروة داخل منزلها؟ ولماذا لا تثق في النظام المصرفي الذي تدعو الناس للثقة فيه؟ بل كيف جمعت هذه الأموال في المقام الأول؟!

نشطاء مصريون قارنوا بين هذه الواقعة وبين سجن شاب يُدعى أحمد أبوزيد فقط لأنه كسب 160 ألف دولار من يوتيوب! في حين يُغض الطرف عن ثروة دولارية ضخمة تُخبأ داخل فيلا، دون أن يُسأل صاحبها عن مصدرها.

وسائل التواصل الاجتماعي اشتعلت غضبًا، ووُصفت الدجوي بأنها رمز مصغّر للفساد المحمي سياسيًا. واعتبر البعض أن هذه الحادثة تكشف ما يجري خلف كواليس النخبة الحاكمة في مصر، حيث يُطالب الفقير بالإيداع في البنوك، بينما يُسمح لكبار الشخصيات بتخزين الملايين في الأدراج.

حتى اللحظة، لم يُفتح تحقيق علني في مصدر هذه الأموال، ما يزيد من الشبهات. والملف مفتوح، ليس فقط على الصعيد الأمني، بل الأخلاقي والسياسي، وسط تساؤل: هل “مغارة نوال” هي الوحيدة، أم هناك غيرها في دولة تغذّي الفساد بنفاق الشرف الرسمي؟

سعر ساعة رئيس حكومة السيسي يثير جدلاً بينما يطالب الشعب بالتقشف! (شاهد)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *