أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لمجلس الوزراء، العدد الخامس من مجلة “آفاق الطاقة”، وهي مجلة نصف سنوية تهدف إلى تقديم رؤى وتحليلات بشأن أهم المستجدات في سوق الطاقة على الساحتين المحلية والعالمية من خلال مشاركة نخبة من الخبراء المتخصصين في مجال الطاقة، حيث جاء العدد الجديد بعنوان “الوقود الحيوي.. فرص متعددة من أجل الطاقة الخضراء والتنمية المستدامة”.
ضمت المجلة العديد من الأقسام منها قسم لمقالات الرأي ويتناول أهم الأحداث والتحليلات المُتعلقة بموضوع العدد من خلال مقالات متنوعة، وتضمن قسم أخر “عروض بحثية” اشتمل على أبرز عروض التقارير والمنشورات الدولية في موضوعات ذات الصلة بموضوع الوقود الحيوي، فيما ضم أحد الأقسام “استطلاعات رأي” حيث احتوى على أهم الاستطلاعات العالمية المتعلقة بمجال الطاقة، واستعرض أحد الأقسام “روايات ناجحة” أهم النماذج الرائدة في مجال الطاقة، كما تناول قسم أخر أهم مؤشرات أوضاع سوق الطاقة عالميًّا ومحليًّا، وقسم عن “أهم المفاهيم المرتبطة بالطاقة، وأبرز مستجدات عالم الطاقة.
ومن مقالات العدد مقالًا للأستاذ ياسر عبد الله الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، تحت عنوان “الممارسات المستدامة في تحويل المخلفات إلى طاقة”، حيث استعرض التقنيات الناضجة لمعالجة المخلفات بالتحويل للطاقة والتي تمثلت في تحويل المخلفات البيولوجية (العضوية) إلى طاقة، وتحويل مخلفات الطعام وروث الماشية ومخلفات المجازر إلى طاقة حيوية (غاز الميثان)، وتحويل مخلفات الكتلة الحيوية إلى طاقة حرارية SRF، وتحويلك المخلفات إلى هيدروجين (استراتيجية جديدة) وغازات أخرى قابلة للاشتعال، وتحويل المخلفات البلدية إلى طاقة).
كما أوضح المقال في ختامه أن تحويل المخلفات إلى طاقة يعد حلًا مثاليًا لمواجهة تحديات تراكم المخلفات، والتغير المناخي، والطاقة غير النظيفة، وذلك ضمن منظومة تضمن الاستدامة مع التداخل في إطار الاقتصاد الأخضر، وقد ساهم ذلك في معالجة عدة تحديات واضحة من بينها توفير مصدر نظيف للطاقة يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري الذي يعد مصدرًا أساسيًا لغازات الاحتباس الحراري، كما أنه قلل استخدام الأراضي اللازمة لبناء المدافن وساهم في الحفاظ على المياه الجوفية من التلوث بسائل الرشيح الناتج عن دفن المخلفات العضوية، وشارك أيضًا في الحد من انتشار الأمراض عن طريق منع فرص تكاثر نواقل الأمراض والتي تجد في المخلفات المتراكمة مرتعًا خصبًا للتناسل كما أنا من الناحية الاقتصادية يوفر فرص عمل جيدة.
وتضمنت المجلة مقالًا للدكتور وحيد عبد اللطيف شاهين محاضر بكلية النقل الدولي واللوجستيات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، تحت عنوان “دور سلاسل الإمداد في تعزيز مستقبل مستدام للطاقة الخضراء” حيث أشار إلى دور الهيدروجين في عملية تحول الطاقة فوفقًا لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ كوب23 والذي عقد بمدينة بون الألمانية لعام 2017 لإطلاق رؤية معززة بالأرقام والكميات حول دور الهيدروجين، فقد اتضح أنه لديه القدرة على تحقيق إيرادات تزيد على 2.5 تريليون دولار سنويًا، ويوفر أكثر من 30 مليون وظيفة بحلول عام 2050، ويميز الهيدروجين عن غيره من مصادر الطاقة من حيث تعدد مصادر وطرق استخراجه، بما يعني أنه وقود متاح للجميع، فأغلب الدول والاقتصادات يمكنها إنتاجه محليًا وفقًا لمصادر الطاقة المتاحة لديها وهناك أنواع وألوان للهيدروجين حسب مصدر استخراجه فهناك (الأخضر والأزرق والرمادي)، ويشير الهيدروجين الأخضر إلى ذلك الناتج عن التحليل الكهربائي للماء بحيث تعتمد هذه العملية على استخدام تيار كهربائي لفصل الهيدروجين عن الأكسجين في الماء وعندما تكون الكهرباء المستخدمة مستمدة من مصادر طاقة متجددة يتم إنتاج الهيدروجين دون انبعاثات لثاني أكسيد الكربون مما يجعله خيارًا صديقًا للبيئة.
وتناول المقال اتجاهات سوق الهيدروجين، والتي تشهد زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة حيث بلغ الطلب العالمي على الهيدروجين 97 مليون طن في عام 2023 بزيادة قدرها 2.5% مقارنًة بعام 2022، حيث جاء الطلب مرتكزًا في قطاعي تكرير البترول والصناعات الكيميائية وتمت تلبية هذا الطلب من الهيدروجين المنتج من الوقود الأحفوري بشكل أساسي، ورغم تواضع إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات والذي بلغ أقل من 1 مليون طن في عام 2023 إلا أنه يمكن أن يصل إنتاج الهيدروجين منخفض الانبعاثات إلى 49 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030 وفقًا للمشروعات المعلنة لإنتاج هذا النوع من الهيدروجين.
وأشار المقال إلى أن إنتاج الهيدروجين من الوقود الأحفوري مع احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه قد اكتسب أرضية جيدة خلال عام 2023، مع حصول العديد من المشروعات على الموافقات النهائية، ونتيجة لذلك يُتوقع تضاعف الإنتاج المحتمل في عام 2030 من تلك المشروعات بأكثر من الضعف، وعلاوةً على ذلك وصل إنتاج الهيدروجين عالميًا في عام 2022 إلى 95 مليون طن وشكلت الصين والهند والشرق الأوسط والاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية نحو 70% من الهيدروجين العالمي المنتج في ذلك العام، والذي كان رماديًا بالكامل تقريبًا، ومن الغاز الطبيعي 62% من إجمالي الإنتاج، والفحم 21% من إجمالي الإنتاج، بينما شكل نوعا الهيدروجين الأخضر والأزرق حوالي 0.7% فقط من إجمالي الإنتاج العالمي في عام 2022.
واستعرض المقال دور سلاسل الإمداد في صناعة الهيدروجين الأخضر، حيث تشمل سلاسل التوريد عدة مراحل مترابطة تبدأ بمرحلة الشراء والتوريد ثم الإنتاج يتبعها التخزين والنقل وصولًا إلى الاستخدام النهائي، وتتكامل الأنشطة اللوجستية مع هذه المراحل حيث تعد سلاسل الإمداد مسؤولة عن إدارة هذه الأنشطة بشكل يضمن تحقيق التكامل بين مختلف حلقات السلسلة.
كما استعرض المقال مستقبل صناعة الهيدروجين حتى عام 2050، فبناءً على توقعات وتقارير شركة إدارة المخاطر والاستشارات الفنية لعام 2050 سوف يلبي الهيدروجين حوالي 15% من الطلب العالمي على الطاقة بحلول منتصف القرن الحالي، وسيبلغ الإنفاق العالمي على إنتاجه لأغراض الطاقة نحو 6.8 تريليونات دولار أمريكي حتى عام 2050 مع إنفاق 180 مليار دولار أمريكي إضافي على خطوط أنابيب الهيدروجين، كما ستنخفض تكاليف التحليل الكهربائي المستند إلى شبكات الطاقة بشكل كبير بحلول عام 2050 بمعدل نحو 1.5 دولار أمريكي/ كجم، وبالنسبة للهيدروجين الأزرق سينخفض المتوسط العالمي الخاص به من 2.5 دولار أمريكي/ كجم في عام 2030 إلى 2.2 دولار أمريكي/ كجم في عام 2050، وفي مناطق مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تتمتع بإمكانية الوصول إلى الغاز منخفض التكلفة تبلغ التكاليف بالفعل 2 دولار أمريكي/ كجم.
واتصالًا، سيصل الهيدروجين الأخضر إلى تكافؤ التكلفة مع الهيدروجين الأخضر إلى تكافؤ التكلفة مع الهيدروجين الأزرق في غضون العقد المقبل كما سيصبح الهيدروجين الأخضر متزايدًا وأرخص أشكال الإنتاج في معظم المناطق، وبحلول عام 2050 سيعتمد 72% من الهيدروجين ومشتقاته المستخدمة كحاملات للطاقة على الكهرباء، بينما سيشكل الهيدروجين الأزرق المشتق من الوقود الأحفوري مع التقاط وتخزين الكربون 28% مقارنًة بـ 34% في عام 2030، وستؤدي اعتبارات التكلفة إلى استبدال خطوط أنابيب مخصصة لنقل الهيدروجين بأكثر من 50% من خطوط أنابيب الغاز الطبيعي على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 80% في بعض المناطق، كما يُتوقع أن تبلغ تكلفة إعادة استخدام خطوط الأنابيب القديمة من 10% إلى 35% فقط من تكلفة بناء خطوط جديدة.
وأوضح المقال في ختامه أنه من الضروري تأكيد أهمية تكثيف الجهود العالمية لتعزيز الاهتمام بصناعة الهيدروجين وأن تسعى الدول التي تمتلك المقومات اللازمة لبناء سلسلة توريد متكاملة تبدأ من مرحلة الإنتاج مرورًا بالتخزين والنقل وصولًا إلى التسليم وقنوات التوزيع وانتهاءً باستخدامه من قبل المستهلك النهائي، ويجب أخذ كل مرحلة بعين الاعتبار والعمل على تبني التقنيات الحديثة لضمان تنفيذ كل مرحلة بأقصى استفادة اقتصادية وبيئية واجتماعية.
وتضمن العدد مجموعة من الاستطلاعات العالمية التي استعرضها وتتناول مجال الطاقة وتأثيراتها، ومن ذلك استطلاع رأي الشعوب بشأن المناخ 2024 وهو أكبر استطلاع رأي عام مستقل في العالم حول تغير المناخ، والذي أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وفي نسخته الثانية تم استطلاع رأي أكثر من 73 ألف شخص في 77 دولة يمثلون نحو 87% من سكان العالم خلال الفترة (سبتمبر 2023- مايو 2024)، حيث أفاد أكثر من نصف المشاركين على مستوى العالم في الاستطلاع 53% أنهم يشعرون بقلق أكبر بشأن تغير المناخ مقارنًة بعام 2023، وأفاد ثلثهم 31% أنهم يشعرون بمستوى القلق نفسه، بينما أشار نحو 15% إلى أنهم يشعرون بقلق أقل مقارنًة بعام 2023، وأظهر الاستطلاع أن ثلث المشاركين 33% على مستوى العالم أفادوا أن تغير المناخ يؤثر كثيرًا في قراراتهم الكبرى، وأشار نحو 30% إلى أن تغير المناخ لا يؤثر في قراراتهم الكبرى على الإطلاق، وأشار 70% من المشاركين في الدول التي شملها الاستطلاع (منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى) إلى أن قرارات حياتهم الكبرى تأثرت بتغير المناخ (33% تأثروا بصورة كبيرة و37% تأثروا بصورة قليلة)، وبالمثل أفادت الغالبية العظمى من المشاركين في الدول الأقل نموًا والدول الجزرية الصغيرة النامية أن تغير المناخ يؤثر في قراراتهم الكبرى وذلك بنسبة 74% و80% على التوالي، وأوضح أغلبية المشاركين في الدول التي شملها الاستطلاع أنهم يريدون انتقالًا سريعًا بعيدًا عن الوقود الأحفوري إذ أظهرت نتائج الاستطلاع أن 85% من الدول (62 دولة) أيدت الأغلبية بها الانتقال السريع بعيدًا عن الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة، وعلى مستوى الدول التي شملها الاستطلاع أعرب نحو 41% عن رغبتهم في الانتقال بشكل سريع جدًا نحو الطاقة النظيفة في دولهم وأشار نحو 30% أنهم يؤيدون هذا الانتقال إلى حد ما.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
انتبه: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصر اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر موقعنا وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصر اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.