معلقون في تل أبيب: “إسرائيل” عاجزة عن حل معضلة غزة
أجمع معلقون في تل أبيب على أنّ الوسائل العسكرية التي يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي، لن تكون قادرة على حل المعضلة الأمنية التي يمثلها قطاع غزة.
وقال المعلّق العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هارئيل، إنّ مسار “العملية العسكرية” في قطاع غزة يدل على أنّ “إسرائيل لا تملك حلاً للمعضلة التي يمثلها القطاع”.
وفي تحليل نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة، لفت هارئيل إلى أنّ الإجراءات العسكرية والاقتصادية التي يقدم عليها الاحتلال الإسرائيلي تجاه غزة “لا يمكن أن تعالج المعضلات الأمنية التي تمثلها غزة”، لافتاً إلى أنّ هذه الحلول تأتي في إطار استراتيجية “إدارة الصراع” التي تعكف عليها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.
وأضاف هارئيل: “لو كانت الحملات العسكرية التي تشنها إسرائيل على القطاع ناجحة لما اضطرت لتنفيذها مرة كل عام كمتوسط”.
وذكّر هارئيل بأنّ إسرائيل شنّت 15 “حملة عسكرية” ضد قطاع غزة منذ أن نفذت “فك الارتباط”، والتي فككت في إطارها مستوطناتها في القطاع وسحبت قواتها منه.
التحديثات الحية
العدوان على غزة: حصيلة جديدة للشهداء والمقاومة تقصف القدس وتل أبيب
وأشار إلى أنه كان من المتوقع ألا تخرج الحملة الحالية التي أطلقت عليها إسرائيل “الدرع والسهم” عن نسق الحملات السابقة، مذكّراً بأنه منذ البداية لم تكن الرهانات التي عقدت الحملة على تحقيقها “كبيرة”.
وبحسب هارئيل، فإنّ الجمهور الإسرائيلي لم يقبل المديح الذي كاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت، على نتائج الحملة.
من ناحيته جزم الناطق السابق بلسان جيش الاحتلال آفي بنياهو، أنّ “الحملة العسكرية” المتواصلة على غزة، لن تسفر عن تحسين “الأوضاع الأمنية” في مناطق غلاف غزة.
وفي تحليل نشرته صحيفة معاريف، في عددها الصادر اليوم الجمعة، لفت بنياهو إلى أنّ الحكومات التي تعاقبت على إدارة دفة الأمور في إسرائيل، بغض النظر عن خلفياتها الحزبية وتوجهاتها الأيديولوجية، شنت الحملات العسكرية على قطاع غزة، بهدف تحقيق أطول فترة هدوء بين هذه الحملات.
رصد
قادة جيش الاحتلال يضغطون لوقف العدوان على غزة
وأوضح بنياهو أنه لا توجد لدى الاحتلال الإسرائيلي خيارات تعامل أخرى تجاه غزة غير التي يعكف عليها منذ عقدين من الزمان. ولم يستبعد بنياهو أن تستحيل جولة التصعيد المقبلة، إلى مواجهة على ساحات متعددة.
أما المعلّق العسكري عمير رايبوبورت فقد اعتبر حملة “الدرع والسهم” أبعد ما تكون عن الحملة التي يمكن أن تغيّر المعادلة وقواعد الاشتباك بين حركات المقاومة في غزة والاحتلال.
وفي تعليق نشره اليوم الجمعة موقع “إسرائيل ديفينس”، أبرز رايبوبورت أنّ الهدف الوحيد الذي رمت جميع “الحملات العسكرية” التي شنتها إسرائيل ضد قطاع غزة حتى الآن، “تمثل في محاولة تحقيق الهدوء حتى موعد المواجهة المقبلة”، مشيراً إلى أنّ هذه هي “المعادلة” التي تبنتها إسرائيل.
وحذر من أنّ حركات المقاومة في قطاع غزة يمكن أن تعمل على تغيير هذه المعادلة، بحيث تعمل على الربط بين “سلوكها الحربي ضد إسرائيل”، وسياسات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، لافتاً إلى أنّ حركة حماس تبنّت هذه المقاربة في مايو/ أيار 2021 عندما أطلقت الصواريخ على العمق الإسرائيلي رداً على انتهاكات الاحتلال في القدس المحتلة.
ولم يستبعد أن تلجأ “جهات معادية” أخرى إلى محاولة فرض معادلات أخرى على ساحات أخرى، مثل الرد على الغارات الإسرائيلية في العمق السوري.
وأبرز رايبوبورت حقيقة أنّ الشرخ الداخلي والصدع المجتمعي الذي تعاني منه إسرائيل، وتراجع العلاقة مع الولايات المتحدة، “أضعف مكانة إسرائيل، ومسّ بالانطباع الذي تكرّس في الإقليم حول قوتها ومنعتها”.