معاريف: بم سيعود نتنياهو عقب لقائه المرتقب مع ترامب؟
معاريف – بقلم آنا برسكي-
“التوافقات بشأن تحرير المخطوفين تبدو أمراً رائعاً. تحدثت عن هذا مع ترامب، وتأثر. ذرفت دموعاً كثيرة حين رأيت المخطوفات عائدات، فكرت بابني الذي فقدته وبالأهالي الذين يرون أولادهم مرة أخرى. سيتضمن هذا الأسبوع يوماً طيباً آخر كهذا. آمل”.
هكذا قال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، للصحافيين ليلة أول أمس. ويعتزم ويتكوف متابعة ما يجري والإشراف على تنفيذ الصفقة من بعيد، بل سيكون متابعاً مباشراً ميدانياً وفي الزمن الحقيقي، حتى يتأكد أن أياً من الأطراف لا يحيد عن المسار، وجلب أيام طيبة أخرى كذاك اليوم الذي ذكره.
عندما زار “شريف ترامب” إسرائيل في المرة السابقة، انتهت زيارته بـ “نعم” من نتنياهو. الـ “نعم” قيلت داخل الغرفة، بعد حديث قاس بين الاثنين. وهكذا شق الطريق للتوقيع على الاتفاق وتحرير أول المخطوفات الثلاث، وبتوقيت ترامب أيضاً؛ أي عشية احتفال تنصيبه رئيساً.
ما يهم الرئيس الأمريكي الآن، أن يرى الاتفاق الهش يصل إلى خط النهاية بسلام – ما يشكل دليلاً آخر على التأثير الحاسم للرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط.
مهمة ويتكوف لا تنتهي بالرقابة على تنفيذ الاتفاقات المتحققة. فزيارته إلى إسرائيل هذه المرة هي أيضاً إعداد لزيارة نتنياهو إلى واشنطن.
مصلحة رئيس الوزراء واضحة: على ويتكوف أن يعود للولايات المتحدة راضياً مما رآه وسمعه في إسرائيل. في حالة ترامب، المزاج الإيجابي عنصر ضروري قبيل الحديث الذي سيجرى قريباً بينه وبين نتنياهو في البيت الأبيض.
سيسافر نتنياهو إلى الولايات المتحدة في بداية شباط. لم يتحدد الموعد الدقيق بعد، وسيتقرر قريباً وفقاً للجدول الزمني الرئاسي. في مكتب رئيس الوزراء يتحدثون عن خيارات تتمثل بالأسبوع الأول أو الثاني من شباط.
إذا كان نتنياهو سيلتقي ترامب الأسبوع القادم، فسيكون هذا موعد بدء المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، عبر الوسطاء على المرحلة الثانية من الاتفاق. إذا تقرر اللقاء في الأسبوع الثاني من شباط، فستكون المفاوضات في ذروتها.
مهما يكن من أمر، سيصل نتنياهو إلى البيت الأبيض فيما الفهم السائد في إسرائيل – في الساحة السياسية، وفي الائتلاف وفي الحكومة – أن احتمال نجاح المفاوضات للمرحلة الثانية من الصفقة طفيفة بل صفرية، في الوضع القائم.
تتوجه إسرائيل إلى المفاوضات فيما لها خياران لعرضهما على حماس: الموافقة على انصرافها العسكري والسلطوي من القطاع، أو العودة إلى الحرب. وليس المقصود هذه المرة حرب اجتياحات بقوة متدنية، بل قتال مختلف ومكثف، مع رئيس أركان جديد وقيادة عسكرية متجددة.
يعي طاقم ترامب هذا المزاج، ويعمل الآن على الحلول. ترامب نفسه مشارك في الرغبة الإسرائيلية لطرد منظمة الإرهاب من غزة. لكن الرئيس الأمريكي، في الوقت نفسه، معني بإنهاء الصفقة بكل مراحلها، بما فيها المرحلة الثانية. بكلمات أخرى – إعادة كل المخطوفين وإنهاء تام للحرب في غزة. لهذا الغرض، حسب التقديرات، ستعرض على نتنياهو “رزمة تعويض” أو ربما الأدق، “رزمة إغراء”. صعب حتى متعذر الضغط على نتنياهو، مثلما في المرحلة الأولى من الصفقة، دون عرض بدائل.
وعليه، سيحاول ترامب هذه المرة ألا يطلب، بل يقنع. ثمة سلسلة من المسائل موجودة في القائمة التي سيحملها نتنياهو معه إلى البيت الأبيض، وفي رأسها النووي الإيراني. ترامب، كما يبدو، ليس متحمساً للخيار العسكري، بل يفضل الضغط الشديد للعقوبات.
وثمة ورقة أخرى ستمتشق، وهي اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وربما مع دول عربية أخرى.
إذا ما تبلورت تلك الرزمة التي سيوافق نتنياهو على قبولها مقابل إنهاء الصفقة، فستكون المرحلة التالية تسويقها للشركاء الائتلافيين بعد العودة إلى البلاد، وهذه مهمة متحدية بقدر لا يقل عن اللقاء مع ترامب.