اخبار

معاريف: بعد أن غيرت إسرائيل وجه غزة.. أين الاستراتيجية؟

معاريف بقلم آفي أشكنازي

يوفاف كاتس كتب إحدى القصائد الكلاسيكية الشهيرة في الغناء الإسرائيلي: “يا ابنتي، هل تبكين أم تضحكين”. كتبت القصيدة فور حرب الأيام الستة وروت قصة الثورة الأمنية التي أحدثها الجيش الإسرائيلي في الحرب.

لقد استيقظ سكان غلاف غزة في 7 أكتوبر على الجحيم، عندما اجتاح آلاف من مخربي حماس بلدات الغلاف، ومحاور حركة السير، والأراضي الزراعية والمواقع السياسية وارتكبوا مذبحة رهيبة. منذ الكارثة والجيش الإسرائيلي يقاتل بقوة شديدة في غزة، وفي جبهات أخرى أيضاً – لبنان، سوريا، الضفة، اليمن، وإيران.

في الأيام الأخيرة، نجح مقاتلو الفرقة 162 في هزيمة حماس في جباليا. النواة الصلبة لمئات وآلاف المخربين الذين تجمعوا في مخيم اللاجئين، أبيدت. المخربون صفوا أو وقعوا في الأسر. وبينهم المجرمون الذين شاركوا في مذبحة 7 أكتوبر. بالتوازي، بدأ الجيش الإسرائيلي يناور في الأحياء النائية في بيت حانون. كل طفل في “سديروت”، و”نتيف هعسرا”، و”كيبوتس ايرز” أو “نير عام”، يعرف أن داني في خط الأفق لشمال قطاع غزة. فقد كانت ترمز لكابوس كل طفل وكل راشد في شمال الغلاف. من حيث أطلقت الصواريخ ونار الرشاشات والقناصة. من هناك خططوا لهجمة 7 أكتوبر.

الآن مقاتلو “كفير” و”الناحل” والهندسة القتالية يفجرون الأبراج. خط الأفق في شمال غزة لن يكون بعد اليوم ما كان عليه. “يا ابنتي، هل تبكين أم تضحكين”، قد يغنيها اليوم كل أب وأم في “سديروت” و”نير عام” أو “نتيف هعسرا”. الأبراج انهارت. رمز الشر لم يعد واقفاً أمام العين، ولم يعد يشاهد من نافذة البيت. لكن التحول ليس كاملاً. فالجيش الإسرائيلي لا يزال يقاتل في القطاع ويواصل دفع ثمن دموي ثقيل على الحمل. مئة مخطوف لا يزالون يذوون في الأنفاق ويعيشون الكابوس الأبشع.

يستخدم الجيش الإسرائيلي الآن خمسة ألوية في شمال القطاع. فرقة أخرى في المحور وفرقة أخرى في رفح. أعداد هائلة من المقاتلين والوسائل. لزمن طويل، حجم قوات كهذا يصعب على الجيش الإسرائيلي البقاء بنجاح في كل جبهات القتال.

يؤمن الجيش بأن تشديد الضغط سيؤدي بحماس إلى صفقة. مشكوك أن يؤدي هذا إلى تغيير النتيجة. ليته يؤدي. لكن من المهم أن يجلس المستوى السياسي مع نفسه ويفحص البدائل – كيف يمكن التقدم في عدة اتجاهات في غزة. الأول، كيف نحرر المخطوفين. الثاني، كيف نعمل لإنزال حماس عن الحكم في غزة ووضع بديل آخر وليس حكماً عسكرياً إسرائيلياً. الثالث، كيف نجمع كل شيء في تسويات سياسية تتيح إغلاق قصة غزة.

صحيح حتى الآن أن الجيش الإسرائيلي غير الواقع في غزة، لكن هذا لم يؤدِ إلى تغيير استراتيجي في الجنوب. بخلاف واقع نهاية حرب الأيام الستة في العام 1967، فإن أطفال “سديروت” والغلاف لا يمكنهم النظر إلى بيت حانون ويضحكون. نحن بعيدون عن ذلك. تنقصنا الساق الناهية، تلك التي تمسك باستراتيجية ليست موجودة. ينقص التصميم والإبداعية السياسية للوصول إلى اتفاق لتحرير المخطوفين وبناء خطوة لتفكيك حماس العسكرية. الخوف الكبير هو أن مقاتلي الجيش الإسرائيلي في عيد الحانوكا القادم سيغنون في جباليا ورفح وبيت حانون “معقل صور” للمرة الثالثة على التوالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *