احتشد يمنيون، ككل جمعة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في عشرات الساحات بالمُدن الواقعة في نطاق سيطرة حركة «أنصار الله» (الحوثيون)، تنديدًا باستمرار جرائم الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة.
واكتظ ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، بآلاف المتظاهرين رافعين الأعلام اليمنية والفلسطينية، وشعارات تستنكر الصمت العالمي إزاء الجرائم الإسرائيلية اليومية في قطاع غزة المحاصر، منددين بتخاذل الأنظمة العربية والإسلامية عن إنقاذ سكان القطاع من القتل والجوع، والعطش، والنزوح، والحصار.
وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، بنسختها التابعة للحوثيين، أن «العاصمة صنعاء شهدت، اليوم (أمس الجمعة)، مسيرة مليونية تحت شعار «ثباتاً مع غزة وفلسطين ورفضاً لصفقات الخداع والخيانة»، للتأكيد على ثبات الموقف اليمني المناصر للشعب الفلسطيني والجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني والخونة والعملاء».
وأضافت «أن الحشود الغفيرة توافدت إلى ميدان السبعين تحت الأمطار الغزيرة، مؤكدة ثبات الموقف اليمني المساند والمناصر للشعب الفلسطيني المظلوم مهما كانت التضحيات».
واحتشد اليمنيون في الساحات الرئيسية في مدن محافظات: الحُديدة، عَمران، صَعدة، حَجة، المحويت، ريمة، ذمار، البيضاء، إب، تعز، مأرب، والجوف وغيرها من المحافظات الواقعة كلها أو بعضها، في نطاق سيطرة حركة «أنصار الله»، وفق وكالة الأنباء (سبأ) بصنعاء.
واستنكر بيان المسيرات، «تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية إزاء ما تتعرض له غزة من جرائم إبادة جماعية وتجويع»، داعيًا «شعوب الأمة إلى القيام بمسؤولياتها في دعم ونصرة الشعب الفلسطيني المسلم ورفض صفقات الخداع والخيانة». وأكد أن «البيانات والمجاملة والمخادعة التي ليس خلفها جدية وجهد حقيقي وفعل ملموس لا تُنقذ مظلوماً ولا تطعم جائعاً».
وأوضح «أن غزة تُباد وتقتل جوعًا على مدى 22 شهرًا على يد العدو الصهيوني المجرم وشريكه الأمريكي، بينما يقف العالم المتخاذل صامتاً، يغض الطرف عن أبشع جرائم الإبادة الجماعية في هذا العصر، موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على عار الإنسانية».
وأكد أنه «أمام الإجرام الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً في غزة، والذي بلغ مستويات لم يوثق التاريخ البشري لها مثيلاً بالصوت والصورة – وخاصة موت الناس جوعاً – تبقى البشرية بكلها شعوباً ومكونات وأنظمة ومنظمات، أمام اختبار صعب وحاسم في سلامة إنسانيتها، والأمة الإسلامية في سلامة إنسانيتها وإسلامها، أما الأمة العربية فاختبارها أصعب في إنسانيتها وإسلامها وأخوتها العربية».
إلى ذلك، قال مركز تنسيق العمليات الإنسانية (إتش أو سي سي)، التابع لحكومة الحوثيين، إنه وجه «إشعارات ما قبل العقوبة إلى ملاك ومديري ومشغلي السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الإسرائيلي الغاصب».
وأوضح المركز في بيان، أمس الجمعة، «أنه تم إبلاغ ملاك ومديري ومشغلي السفن بأن سفنهم على وشك الوصول إلى موانئ الكيان الإسرائيلي الغاصب، وهذا يعتبر انتهاكًا لقرار الحصار البحري على العدو الإسرائيلي، الذي أعلنته القوات المسلحة اليمنية (التابعة للحركة) في 27 يوليو/تموز 2025، وبدأ تنفيذه الساعة 23:51 مساءً بتوقيت صنعاء، الساعة 20:51 مساءً بالتوقيت العالمي».
وأضاف: «في حال استمرار الشركات المنتهكة في التعامل مع موانئ الكيان الإسرائيلي الغاصب، قد تمتد العقوبات لتشمل الشركات المتعاملة معها، من خلال حظر عبورها من البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي، فضلاً عن استهدافها في أي مكان تطاله القوات المسلحة اليمنية».
وأكد أن هذه الإجراءات «تأتي في إطار المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، وتهدف إلى الضغط على الكيان الإسرائيلي الغاصب لوقف العدوان وفتح المعابر إلى قطاع غزة، ودخول المساعدات».
وتشنّ حركة «أنصار الله» هجمات متكررة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضد أهداف متعددة في إسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، فيما تستهدف منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، السفن المرتبطة بإسرائيل، أو المتجهة إليها، أو التي سبق لشركاتها خرق حظر الدخول لموانئ فلسطين المحتلة، وذلك «تضامنًا مع غزة» الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي منذ السابع من أكتوبر2023.
وردًا على تلك الهجمات، شنت إسرائيل عدة هجمات جوية منذ 20 يوليو/تموز 2024 على منشآت حيوية وبُنى تحتية للطاقة في مناطق خاضعة لسيطرة الحركة في اليمن، خلفت خسائر بشرية ومادية كبيرة.

شاركها.