اخبار

مصادر: لا انفراجة في محادثات غزة.. وإسرائيل تسعى لـ”سحب ورقة الأسرى دون وقف الحرب”

قالت مصادر فلسطينية ومصرية اليوم الاثنين إن أحدث جولة من المحادثات في القاهرة للعودة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين انتهت دون أن تلوح في الأفق أي انفراجة.

وذكرت المصادر أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) متمسكة بضرورة أن يؤدي أي اتفاق إلى وقف الحرب على غزة.

وقالت إسرائيل، التي استأنفت حربها على القطاع الشهر الماضي بعد خرقها وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في يناير كانون الثاني، إنها لن توقف الحرب قبل القضاء على حماس التي استبعدت أي مقترح ينطوي على نزع سلاحها.

لكن رغم هذا الخلاف الجوهري، قالت المصادر إن وفد حماس بقيادة خليل الحية رئيس الحركة في غزة أبدى بعض المرونة فيما يتعلق بعدد الأسرى الذين يمكن أن تطلق الحركة سراحهم مقابل الإفراج عن سجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل في حالة تمديد الهدنة.

وقال مصدر مصري إن أحدث مقترحات تمديد الهدنة ينطوي على أن تفرج حماس عن عدد أكبر من الأسرى.

ويدور الحديث في أروقة فصائل المقاومة أن المطالب الإسرائيلية التي جرى وضعها على المقترحات التي قدمت مؤخرا، لا تشمل أي تعهد بوقف إطلاق النار بشكل كامل، وأن إسرائيل لا تزال تسعى لعقد صفقة تبادل أسرى على مراحل فقط.

وحسب ما توفر من معلومات لـ”القدس العربي”، فإن الجانب الإسرائيلي لم يذكر في أي بند قدمه، بأنه يلتزم بالتوجه إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي يجري فيها الاتفاق على انتهاء الحرب بلا عودة، والبدء في بحث المسار السياسي، بعد أن يجري تشكيل لجنة إدارية من شخصيات مستقلة تتولى مهمة إدارة الأوضاع كاملة في قطاع غزة.

وتشمل المقترحات الإسرائيلية بنودا فضفاضة، لها علاقة فقط بالتبادل وبتسهيل إدخال البضائع والسلع لتحسين أوضاع السكان، لتكون على شكل “مساعدات إسعافية”، لا يجري خلالها حل مشكلة السكان الذين عانوا كثيرا من ويلات الحرب.

وفي هذا السياق، كشف قيادي في المقاومة الفلسطينية لقناة “الميادين”، عن أهم نقاط مقترح الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وأوضح القيادي أن هذا المقترح ينص على إطلاق سراح 9 من الأسرى الإسرائيليين والجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر.

وأوضح أن المقترح يتضمّن التوصل إلى وقف الأعمال العسكرية مدة 45 يوماً، وفتح المعابر وإدخال المساعدات لكن بشروط إسرائيلية، إضافةً إلى إعادة انتشار الجيش الإسرائيلي إلى ما قبل 2 مارس 2025.

ويشمل ذلك انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع التي كان فيها قبل استئناف الحرب على غزة، وهي “محور موراغ”، ومناطق شمال القطاع، دون الانسحاب من “محور فيلادلفيا”، والمناطق الحدودية الشرقية والشمالية للقطاع، ومن المنطقة الشرقية لـ “محور نتساريم”.

وحسب القيادي في المقاومة، فإن نص المقترح يؤكد الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية، والتي تشمل وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب، و”سلاح حماس” وإدارة غزة.

وأشار إلى أن المقترح الإسرائيلي “يريد نزع سلاح حماس وضمان عدم عودتها لحكم غزة”، وقال المصدر القيادي في المقاومة إن حماس رأت أن هذا المقترح الإسرائيلي “لا يلبّي مطالبها الأساسية في وقف إطلاق النار الدائم أو الانسحاب الكلي من قطاع غزة”.

وبين المصدر وهو من قياديي حماس أن المقترح الإسرائيلي “لا يضمن وقف إطلاق النار، ويعمل على سحب ورقة الأسرى من يد حماس بشكل تدريجي”.

وأكد أن حماس لم ترد على المقترح الإسرائيلي، وهي حالياً بصدد دراسته.

وصرح الوزير الإسرائيلي زئيف إلكين، وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني بحكومة بنيامين نتنياهو، لإذاعة الجيش الإسرائيلي اليوم بأن إسرائيل تسعى “لتحرير نحو 10 رهائن بدلا من خمسة” كانت حماس قد وافقت من قبل على إطلاق سراحهم.

وقال المصدر المصري إن حماس طلبت مزيدا من الوقت للرد على أحدث مقترح.

وأضاف “لا توجد عند حماس مشكلة لكنها تطالب بضمانات أن توافق إسرائيل على بدء التفاوض بشأن تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار” التي من شأنها إنهاء الحرب.

أطلقت حماس سراح 33 أسيرا إسرائيليا مقابل مئات السجناء والمعتقلين الفلسطينيين في المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع، والتي بدأت في يناير كانون الثاني.

لكن المرحلة الثانية، التي كان من المفترض أن تبدأ في أوائل مارس آذار وتقود لوقف نهائي للحرب، لم تدخل حيز التنفيذ قط بسبب اختراق الاحتلال للهدنة.

وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 1500 فلسطيني منذ استئناف عملياتها العسكرية على قطاع غزة الشهر الماضي، كثير منهم من المدنيين، وأصدرت أوامر إخلاء جديدة دفعت لنزوح مئات الآلاف واستولت على مساحات كبيرة من الأراضي وفرضت حصارا شاملا على الإمدادات إلى جميع مناطق قطاع غزة.

ويقول الفلسطينيون إن موجة الهجمات الإسرائيلية منذ انهيار وقف إطلاق النار واحدة من أعنف الموجات وأكثرها دموية منذ بدء الحرب على السكان الذين صاروا يعيشون بين أنقاض القطاع.

وفي جباليا بشمال القطاع، عكف موظفو الإغاثة على تكسير الخرسانة بمطارق ثقيلة لانتشال جثث مدفونة تحت مبنى انهار جراء ضربة إسرائيلية.

وبرزت أقدام ويد أحد الأشخاص من تحت كتلة خرسانية. وحمل رجال جثة ملفوفة ببطانية. وقال عدد من العاملين في الموقع إن ما يصل إلى 25 شخصا استشهدوا.

وفي خان يونس بجنوب القطاع، حولت ضربة جوية مجموعة من الخيام إلى أكوام من الحطام. وعادت الأسر للبحث بين الحطام عن أغراضها.

وقال إسماعيل الرقب الذي عاد إلى المنطقة بعد فرار أسرته من الضربة قبل الفجر “كنا نعيش في منازل، ثم طالها الدمار. والآن دمرت خيامنا أيضا. لا نعرف أين نعيش”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *