مشعل ورؤية حماس المدمرة للخلاص!
23 سبتمبر 2024آخر تحديث :
– الكاتب: موفق مطر – رئيس سياسة حماس في الخارج خالد مشعل قطع الشكوك، واكد يقين العارفين، والملدوغين من جحر جماعته الاخوانية، والمطلعين على الصغيرة والكبيرة وراء مراوغات حماس في دائرة (المصالحة) والوحدة الوطنية، وأحاديث جماعة الانقلاب على المشروع الوطني عن حكومة وفاق وطني، وتخريبهم المتعمد لمعنى الحرية، ولقيمة روح ونفس الانسان الفلسطيني المقدسة، وكذلك معنى الوطن، فمشعل وخلال مقابلته مع صحيفة نيويورك تايمز قد طعن بقداسة الحرية بقوله :” إن الهجوم تسبب في دمار هائل لكنه “ثمن” يجب على الفلسطينيين أن يدفعوه من أجل الحرية”!… قالها وهو يعلم أن للشعب الفلسطيني بصرا وبصيرة.. وأن الحديث عن الحرية والتضحية مهما كان الثمن، مجرد تفوهات لتبرير فشل جماعته في ” الحكم والمقاومة ” انعكاس واضح ودقيق لتعاميم جماعته الاخوانية التي لا ترى قداسة لنفس الانسان، ولا قيمة في موازينها للدم الفلسطيني، فلمشعل عقلية دكتاتورية، انفضحت وانكشفت حتى بدا فيه مشعل كمن غطس في البحر مستترا بمناديل ورقية !! فقد قال :” إن المنتقدين الفلسطينيين لحماس يمثلون أقلية ” وكأنه يريد لشعبنا أن يُسَبِح بحمد حماس، فيما آلة الابادة الجماعية الهمجية الصهيونية تدمر فكرة الحياة في قطاع غزة !!.. وسقط متطوعا في تكذيب قيادة حماس العسكرية والسياسية في قطاع غزة وعلى رأسهم يحيى السنوار، والعسكري رقم واحد في حماس محمد الضيف بقوله عن عملية 7 اكتوبر ما علم عنها شيئا إلا بالإعلام كما قال بلسانه يومها، مقدما فتوى جديدة مبتدعة بخصوصها مختلفة عن روايات اصحابه في الجماعة التي لم تتقن الكذب، رغم وقوفها على خط ارذل العمر ( 96 سنة )، فهاهو قد نطقها صحيحة صريحة :” إن الأمر لم يكن يتعلق بتحقيق نصر عسكري على إسرائيل بقدر ما كان يتعلق بجعلها تدرك أن سياساتها غير مستدامة ” . .
لكن مشعل لم يكلف نفسه التفكير بمصير شعار: “تحريرها قد بدأ “وتداعيات هذا الشعار على نفوس جماعته أفرادا وقيادات وأنصاره المضللين؟!.تأخر مشعل كثيرا للاعتراف بفحوى مفاوضات جماعته مع منظومة الاحتلال ( اسرائيل) والتي كانت تتم عبر الوسطاء للتمويه، فنحن قد سبقناه وكتبنا في هذا المقام، قبل أشهر، لكن اعتراف مشعل يؤكد عمق وصواب رؤيتنا، فقد قال : ” لم تكن الرؤية الإسرائيلية الأمريكية تتحدث عن اليوم التالي للحرب، وإنما عن اليوم التالي لحماس ” فما يشغل بال حماس ليس الحرية ولا التحرير ولا الثمن، وإنما ضمان سلطة انقلابها في قطاع غزة، وبالمقابل تدمير أركان السلطة الوطنية، وإسقاط المشروع الوطني الفلسطيني، ووأد نواة الدولة الفلسطينية مهما كان الثمن، وهاهو يعلن ذلك صراحة بقوله :” أنا واثق من أن الحركة سوف تلعب دورا مهيمنا في غزة بعد الحرب ” فهو بقوله :”لحماس اليد العليا في غزة وليست في عجلة من امرها ” يبعث برسالة الى القيادة الفلسطينية، وقيادات فصائل منظمة التحرير، وقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عبر الاعلام الأمريكي ” لا تتعبوا انفسكم “..ولكن ألا يخفي هذا التصريح اطمئنانا من نوع ما، بأن منظومة بنيامين نتنياهو مازالت معنية بإبقاء سيطرة حماس على قطاع غزة ولكن بقدرة محدودة تمكنها من استدامة انقلابها وفصل قطاع غزة عن الدولة الفلسطينية جغرافيا وسكانيا، خاصة وأن المجتمع الدولي – بما فيه واشنطن – يرفض فكرة بقاء جيشه في قطاع غزة الى اجل غير مسمى !..لذلك قال مشعل باطمئنان :” إن مسؤولي حماس ليسوا في عجلة من أمرهم لإبرام وقف إطلاق النار مع إسرائيل بأي ثمن ” وهنا يتضح لكل عاقل أن الثمن الذي تطلبه جماعة حماس ليس اكثر من استدامة الانقلاب والانفصال تحت حكمها وهذا ما دفعه للقول ” لقد أصبحت كل أوهامهم حول ملء الفراغ وراءنا ” وكشف عن خواء ادمغة جماعته، وعبثية قراراتهم المصيرية بقوله :” قبل 7 أكتوبر، كانت غزة تموت موتا بطيئا. كنا في سجن كبير وأردنا التخلص من هذا الوضع “… أما بنيامين نتنياهو المتناغم فقد سبقه بالقول :” قبل 7 اكتوبر لم نكن نملك الشرعية المحلية والدولية لإعادة احتلال قطاع غزة، اما اليوم فالأمر بات مشروعا ” .. فهل من كارثة ونكبة افظع من رؤية حماس للخلاص!
اقرأ|ي أيضاً| ماذا لو كانت حماس فصيلاً وطنياً وليس إخوانياً؟!