في ليلٍ ملبّدٍ بالدخان خرجت الرواية الإسرائيلية جاهزة كعادتها: تفجيرٌ غامض شرق رفح، تُنسب تفاصيله إلى المقاومة لتُبرَّر به موجة جديدة من العدوان. خلف الكواليس لا اشتباك ولا كمين، بل حبكة استخباراتية باردة صاغها “الشاباك” ووقّعها نتنياهو ليفتح بها فصلًا جديدًا من الإبادة.
الاسم هذه المرة: ياسر أبو شباب، الذي يقدّمه الاحتلال كبطلٍ محاصر في رفح، بينما هو في الحقيقة ورقة خيانة تُستخدم لإشعال الجبهة من جديد. حماس نفت رسميًا أي علمٍ بالحادث أو بوجود اشتباكٍ شرق رفح، مؤكدة أن “الاحتلال هو من بدأ، وهو من خطّط، وهو من نفّذ”.
كل ما جرى ليس ردًّا على “خرق”، بل خطة محبوكة بعناية لإعادة فتح نيران الحرب. بين الرصاص والبيانات، أُخرج المشهد حتى النهاية باستخدام بيادق من العملاء وأصابع استخباراتٍ خبيرة في صناعة الأكاذيب. والنتيجة: دماء جديدة على تراب غزة تُغسل بها فضائح الاحتلال السياسية والعسكرية.
وهكذا يجد نتنياهو في “أبو شباب” دُميته الجديدة لتبرير المجزرة القادمة. ليست معركة بل مسرحية مكتوبة سلفًا، عنوانها “الردّ على الخرق”، وجوهرها استمرار الجريمة. وبينما تُباع الأكاذيب على شاشات العالم، تبقى غزة وحدها في الميدان، تقاوم الكذب بالنار، وتدفع الثمن بالدم.