“مدينة أشباح”.. تقرير إسرائيلي يكشف الكارثة في مخيم جباليا
وطن وثقت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقرير مطول مشاهد مروعة عن الوضع الكارثي في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، الذي تحوَّل بفعل العدوان الإسرائيلي إلى مدينة أشباح.
التقرير يكشف أن المخيم، الذي كان من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، بات خاليًا تقريبًا من سكانه بعد أن دمرت قوات الاحتلال نحو 70% من مبانيه بالكامل خلال عملياتها العسكرية التي بدأت في أكتوبر 2024.
هذه العملية هي الاجتياح الثالث من نوعه لمخيم جباليا، بعد عمليتين سابقتين في ديسمبر ومايو الماضيين، ما يعكس شراسة التدمير والاستهداف المنهجي للمدنيين والبنية التحتية.
ويشير التقرير إلى أن الفرقة 162 التابعة لجيش الاحتلال تدير حاليًا مدرعات وألوية قتالية في جباليا، إلى جانب عمليات أخرى متزامنة في بيت حانون وبيت لاهيا، حيث يتواصل العدوان الإسرائيلي على القطاع بأكمله.
ووصف محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة، عاموس هرئيل، الدمار في جباليا بأنه غير مسبوق، مشيرًا إلى أن المنطقة تحولت إلى مشهد مرعب تعمه الكلاب الشاردة التي تبحث عن بقايا طعام وسط الركام والدمار الهائل.
تكرار الاجتياح الإسرائيلي واستمرار القصف المكثف يظهران تصميم الاحتلال على تفريغ المنطقة من سكانها، في إطار استراتيجيته العسكرية التي تسعى لفرض وقائع جديدة على الأرض.
السكان الذين نجوا من القصف يعيشون في ظروف مأساوية، حيث يواجهون نقصًا حادًا في المواد الغذائية والخدمات الطبية الأساسية، في ظل انقطاع الكهرباء والمياه بشكل شبه كامل.
على الرغم من هذه الكارثة الإنسانية، يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن اتخاذ خطوات حاسمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة.
يُظهر التقرير الإسرائيلي بوضوح أن جباليا لم تعد مجرد مخيم للاجئين الفلسطينيين، بل أصبحت رمزًا حيًا لمعاناة الفلسطينيين وصمودهم المستمر في وجه آلة الحرب الإسرائيلية التي لا ترحم. هذه المأساة المستمرة تسلط الضوء على ضرورة التحرك الدولي العاجل لوقف معاناة السكان الأبرياء.