اخبار

مئات الأكاديميين اليهود يدينون هجمات ترامب على الجامعات الأمريكية

وطن أدان مئات الأكاديميين اليهود، بمن فيهم أساتذة وباحثون وطلاب، قرارات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة كولومبيا وتهديد جامعات أخرى بخطوات مماثلة.

ويأتي هذا الإجراء وسط مزاعم من الإدارة بأن الجامعةفشلت في حماية الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الأمريكيينمن المضايقات المعادية للسامية، بالإضافة إلى انتهاكات قانونية أخرى غير محددة. ومع ذلك، يرى الموقعون على الرسالة المفتوحة، التي حملت عنوان رسالة مفتوحة رداً على خفض التمويل الفيدرالي لجامعة كولومبيا، أن هذه القرارات لن توفر الحماية لليهود، بل قد تجعلهم مستهدفين بشكل أكبر.

ردود فعل غاضبة: “لا تستخدموا هويتنا لتدمير المؤسسات الأكاديمية

شدد الأكاديميون في رسالتهم على أن التاريخ يثبت أن المساس بالحريات الفردية يبدأ عادة بإسكات العلماء والمفكرين، وهو أمر يتعارض مع القيم الأساسية للثقافة اليهودية. وجاء في الرسالة:

تاريخياً، تبدأ خسارة الحقوق الفردية لأي مجموعة بإسكات العلماء والأكاديميين، وهم أشخاص يكرسون حياتهم للمعرفةوهذا جوهر الثقافة اليهودية. علاوة على ذلك، فإن تدمير الجامعات باسم اليهود قد يجعلهم أقل أمانًا من خلال وضعهم ككبش فداء“.

استقالة نعمت شفيق
أعلنت نعمت شفيق استقالتها من رئاسة جامعة كولومبيا بعد أشهر من الاحتجاجات

قيود صارمة على جامعة كولومبيا

بالإضافة إلى قطع التمويل، فرضت إدارة ترامب مجموعة من المطالب على الجامعة، من بينها:

  • إخضاع قسم دراسات الشرق الأوسط وجنوب آسيا وإفريقيا لإشراف أكاديمي خاص لمدة خمس سنوات.
  • حظر ارتداء الأقنعة داخل الحرم الجامعي إذا كان الهدف منهاإخفاء الهوية أو ترهيب الآخرين“.
  • تبني تعريف رسمي لمعاداة السامية يشملالتمييز ضد اليهود المعادين للصهيونية في مجالات غير متعلقة بإسرائيل أو الشرق الأوسط“.
  • وضع قواعد جديدة لتنظيم الاحتجاجات وتمكين شرطة الجامعة من اعتقالالمحرضين“.

ورغم الضغوط، أكد الرئيس المؤقت لجامعة كولومبيا، كاترينا أرمسترونغ، في بيان رسمي أن الجامعة لن تساوم على استقلالها الأكاديمي أو حرية التعبير“.

انقسام في الرأي: هل يحمي القرار اليهود أم يستغلهم؟

الرسالة المفتوحة أوضحت أن الموقعين عليها لا يتبنون موقفًا موحدًا بشأن إسرائيل أو السياسة الأمريكية، لكنهم أجمعوا على رفض استغلال الهوية اليهودية لتبرير إضعاف الجامعات الأمريكية.

نحن نرفض استخدام هويتنا اليهودية كذريعة لتدمير المؤسسات التي لطالما جعلت أمريكا عظيمة.”

كما أضافت الرسالة:

الإضرار بالجامعات الأمريكية لا يحمي اليهود. خفض التمويل البحثي لا يحمي اليهود. معاقبة الباحثين والعلماء لا يحمي اليهود.”

تصعيد جديد: اعتقال ناشط فلسطيني

وتزامنًا مع هذه القرارات، قامت إدارة ترامب باعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل، وهو مقيم دائم في الولايات المتحدة ومتزوج من مواطنة أمريكية، وتسعى الآن إلى ترحيله. لم توجه إليه أي تهم جنائية، لكن وزير الخارجية ماركو روبيو اعتبر أن نشاطه المؤيد لفلسطين يمثل تهديدًا محتملاً للمصالح الأمريكية، مستندًا إلى بند نادر الاستخدام من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي.

محمود خليلمحمود خليل
الطالب الفلسطيني محمود خليل الذي يواجه خطر الترحيل من الولايات المتحدة على خلفية احتجاجه على حرب الإبادة في غزة

وفي رسالة من مركز احتجاز المهاجرين في لويزيانا، وصف خليل نفسه بأنه سجين سياسي، مشيرًا إلى أن السلطات الأمريكية تحاول إسكات الأصوات المعارضة.

 الجامعات الأمريكية في مرمى النار

ولا تقتصر التهديدات على جامعة كولومبيا، إذ أرسلت وزارة التعليم الأمريكية خطابات تحذير إلى أكثر من 60 جامعة، مطالبةً إياها باتخاذ إجراءات لحماية الطلاب اليهود، وإلا ستواجه عواقب قانونية. كما تم تعليق 175 مليون دولار من التمويل الفيدرالي لجامعة بنسلفانيا، كإجراء عقابي بعد سماحها بمشاركة سباحة متحولة جنسيًا في الفريق النسائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *