أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة والمثيرة للجدل بسبب دورها في توزيع المساعدات ضمن آلية إسرائيلية تُستخدم للسيطرة على المساعدات وتحويلها إلى أداة في الحرب، اليوم الثلاثاء، تعيين رجل دين مسيحي إنجيلي رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لها.
وقال المدير التنفيذي بالإنابة للمؤسسة، جون أكري، في بيان، إن تعيين القس جوني مور الذي عمل بشكل وثيق مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن قضايا “الحرية” الدينية، “يؤكد تصميم المؤسسة على الجمع بين التميز التشغيلي والقيادة ذات الخبرة والموجهة نحو الخدمة”.
وفي ظل تصاعد الانتقادات حول دور “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF)، تواجه المؤسسة أزمات حادة منذ أسبوعها الأول، أبرزها انسحاب جهات رئيسية من المشروع وارتكاب مجازر أدت إلى استشهاد العشرات خلال توزيع المساعدات.
ووفق ما أفادت صحيفة “واشنطن بوست”، استقال اثنان من كبار مسؤولي المؤسسة، فيما أعلنت شركة “مجموعة بوسطن الاستشارية” (BCG)، التي كانت تشرف على إدارة المشروع، عن إنهاء عقدها مع المؤسسة وسحب طاقمها من تل أبيب، وسط تحقيق داخلي يجري بحق أحد شركائها.
وكانت الشركة مسؤولة عن تصميم النموذج اللوجستي، وتحديد تكاليف التشغيل، وتنسيق إقامة مراكز توزيع في جنوب القطاع. ورغم تأكيد BCG أنها عملت بشكل تطوعي، إلا أن مصادر أخرى قالت للصحيفة إنها قدّمت فواتير شهرية تجاوزت قيمتها مليون دولار.
وساهمت “مجموعة بوسطن الاستشارية” في تأسيس “مؤسسة غزة الإنسانية” في تشرين الأول/أكتوبر 2024،
وقالت الشركة، في بيان، إن “أعمال المتابعة غير المعتمدة المتعلقة بغزة لم تحصل على موافقة من أصحاب المصلحة المتعددين، وتم إيقافها في 30 أيار/ مايو. ولم ولن تحصل مجموعة بوسطن الاستشارية على أي أجر مقابل أي من هذه الأعمال”.
كما أعلنت الشركة عن مراجعة رسمية للعمل الذي قامت به، وتم “وضع الشريك الذي قاد هذا العمل في إجازة إدارية”. في حين لم تذكر “مؤسسة غزة الإنسانية” شركة الاستشارات أو إنهاء تعاقدها معها.
يأتي ذلك في وقت ترفض فيه الأمم المتحدة وعدة منظمات إنسانية الانضمام إلى المشروع، في ظل تكرار حوادث إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال على فلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، كان آخرها صباح اليوم، الثلاثاء، ما أسفر عن شهداء وجرحى.
رغم ذلك، زعمت المؤسسة أنها نجحت في توزيع أكثر من 7 ملايين وجبة خلال أسبوع. وادعى المدير المؤقت للمؤسسة، جون أكرِي، أن “النموذج يعمل ويشكل وسيلة فعالة لتقديم مساعدات منقذة للحياة في ظل الطوارئ”، على حد تعبيره.
يُشار إلى أن الآلية أُعدت بمشاركة مستثمرين خاصين، مستشارين دوليين، والحكومة الإسرائيلية، ويتضمن توظيف مقاولين أميركيين مسلحين لتأمين القوافل ومراكز التوزيع، بدعوى منع سيطرة حركة حماس على المساعدات، ضمن سياسة تجويع القطاع.
الصليب الأحمر يؤكد مقتل 27 شخصا في إطلاق نار قرب مركز لتوزيع المساعدات في غزة
جاء ذلك فيما أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مساء الثلاثاء، استشهاد 27 شخصا على الأقل إثر إطلاق نار فجرا قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة، الأمر الذي سبق أن أعلنه الدفاع المدني في القطاع المحاصر والمدمر.
وقالت اللجنة، في بيان، “في وقت مبكر هذا الصباح، استقبل مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح (جنوب) والذي تبلغ قدرته 60 سريرا، دفقا من 184 مصابا، أعلنت وفاة 19 منهم لدى وصولهم، وقضى ثمانية آخرون متأثرين بجروحهم بعيد ذلك. معظم الجرحى كانوا مصابين بالرصاص”.