
في غضون يومين فقط، اهتزّت غزة على وقع مشهد غير مسبوق؛ عشرات من عصابات العملاء توجهوا بأقدامهم إلى مقار الأمن، يسلمون أنفسهم واحدًا تلو الآخر، كأن الأرض ضاقت بهم وكأن الغطاء الذي كان يحميهم تبخّر فجأة بعد مقتل زعيمهم ياسر أبو شباب، الذي لم يكن مقتله مجرد عملية أمنية، بل إعلانًا لشهادة وفاة الخيانة.
بيان وزارة الداخلية كان بمثابة صافرة إنذار أخير لكل من يربط نفسه بالاحتلال: سلّم نفسك الآن، أو تواجه المصير الحتمي. منذ تلك اللحظة، تسارعت الانهيارات في رفح وخان يونس، المناطق التي كانت تعج بعصابات مسلحة عملت تحت عين الاحتلال، لتنكشف هشاشة هذه الجماعات وغياب أي دعم شعبي أو قبلي لها.
قبيلة الترابين نفسها خرجت لتتبرأ من أبو شباب بعد مقتله: “صفحة سوداء.. لا تليق بتاريخنا”، لتدفن خيانته قبل دفن جسده. الوزارة أكدت أن الاحتلال فشل في ضرب البنية الاجتماعية لغزة، وأن العصابات التي صنعها بقيت معزولة وانتهت كما بدأت: بلا قيمة، بلا سند، وبلا رجعة.
هكذا انهار مشروع كامل رسمه الاحتلال لزرع الفتنة والفوضى داخل غزة، ليسقط مع العصابات وهم كبير اعتقد الاحتلال أنه سيخترق به قلب المدينة، فإذا به يتحول إلى رماد في لحظة، لتبقى غزة صامدة ووحدة شعبها أقوى من كل المؤامرات.
