اخبار

ليلة سقوط الصواريخ والمسيرات ورهان الأدوات!

16 أبريل 2024آخر تحديث :

_ الكاتب: موفق مطر – أشرقت شمس الرابع عشر من نيسان (الأحد) وكشفت عن الحقيقة، وهي ذوبان ما كان يسمى” وحدة الساحات ” و” محور المقاومة ” فالهجوم الايراني الكثيف والقصير بآن واحد – المعلوم توقيت ساعة الصفر لإطلاقه! وكشف عنه الرئيس الأميركي بايدن، وفق معلومات دقيقة من أجهزته الاستخبارية، كان ( ردا محدودا ) بعد 12 يوما على غارة لطيران منظومة الاحتلال الاسرائيلي الحربي، على منزل سفير طهران الواقع ضمن أرض سفارة ايران بدمشق، انتقاما لمقتل ستة شخصيات هامة على رأسهم نائب رئيس الحرس الثوري الايراني قضوا في الهجوم الاسرائيلي، لكن اللافت والمثير للتساؤلات أن الاعلان عن توقف (الهجوم الرد) الذي جاء بعد ترقب وحذر دولي وإقليمي، وفيضان تحليلات حول انفجار حرب اقليمية، أن طهران سبقت تل ابيب في الاعلان عن انتهاء الهجوم ! وهذا كله يدفعنا لتجديد اعتقادنا، بأن ايران التي تبرعت قوى وتنظيمات فلسطينية وأخرى في بلاد عربية تعمل لحسابها، بمنحها لقب “قائد محور المقاومة” قد شنت هذا الهجوم على منظومة الاحتلال، ليس من أجل القدس المحتلة، ولا من اجل غزة، ولا من اجل الحق الفلسطيني، وليس لأن أرض السفارة رمز سيادي، انتُهِكَ بالغارة الاسرائيلية، فقد سبق ونفذت (اسرائيل) عمليات اغتيال علماء على ارض ايران، وبمناطق قريبة من العاصمة طهران، وإنما كنوع من رد الاعتبار، ولمنع تبلور غضب شعبي في الشارع الايراني، بعد عمليات اغتيال علماء، وقيادات عسكرية، وتفجير مراكز حساسة، خلال السنوات القريبة الماضية، وأثقلها الغارة على السفارة، ومحاولة لتفنيد شكوك وتساؤلات حول جدارة ايران لرتبة ” قائد المحور ” وعن أسباب احجام (آمر الساحات) عن المشاركة الفعلية المباشرة في (طوفان حماس)! وبالمختصر المفيد، فإن مئات المسيرات والصواريخ الايرانية قد حملت رسالة طمأنة للولايات المتحدة الأميركية اولا، ومنظومة الاحتلال “اسرائيل” تاليا، أن طهران ليست معنية بخوض حرب حقيقية مباشرة مع أي منهما،والإبقاء على الصيغة الحالية في الصراع على مناطق النفوذ، عبر التعامل مع البيادق على رقعة الشطرنج (الأدوات) دون المساس ( بالملك ) ! فهذا اللعب ( الصراع ) ليس محددا بقوانين، وإنما بمفاهيم تكونت عبر قرون من التنافس بين إمبراطوريات وممالك ودول ذات جذور استعمارية، ويبقى مفتوحا زمانيا ومكانيا، ولا ينتهي إلا بسقوط الأدوات وانعدام قدرتها على الخدمة، وربما بقرار ينهي صلاحيتها! وهنا يجب على كل من اسقط الانتماء الوطني، والمصالح الوطنية العليا من فكره، وثقافته، وسلوكه، ومن برنامج عمله، وامتشق سلاحا لتنفيذ اجندة خارجية لا صالح فيها ولا مصالح للشعب الفلسطيني، يجب ان يقرأ الرسالة جيدا، أو على الأقل يستطلع رأي عامة الناس قبل العارفين ببواطن السياسة وألاعيبها وخفايا العلاقات والمصالح بين الدول، حتى لو بدت للعيان أنها على كف عفريت أو برميل بارود قد ينفجر بأي لحظة! لذلك فلا أمان في الزمان والمكان إلا العقل الوطني، وأرض الوطن، ولا يجوز لأحد كائنا من كان، تقزيم تضحيات الشعب الفلسطيني وتعليبها وإهداؤها له، تحت عناوين انتصارات طوباوية! فبسقوط (الآمر) الفاضح في ليلة الصواريخ والمسيرات، نفترض حتمية سقوط رهان الأدوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *