“لوموند” الفرنسية: سموتريتش يواصل أفعاله المعادية للفلسطينيين وهذه المرة من باريس
تحت عنوان: “الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش يواصل خطاباته وأفعاله اللاذعة المعادية للفلسطينيين من باريس”، توقفت صحيفة “لوموند” الفرنسية عند حضور وزير المالية الإسرائيلي حفلاً يوم الأحد، بدعوة من جمعية يهودية فرنسية قريبة من اليمين المتطرف، وهي فرصة ذكر فيها الوزير المتطرف أن “الشعب الفلسطيني اختراع”.
وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من الإعلان عن هذه المشاركة قبل عشرة أيام، إلا أن وصول الوزير لباريس كان مفاجأة، بعد الاحتجاجات منتصف الأسبوع الماضي من قبل الحركات الموالية للفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان، فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن زعيم الحزب الصهيوني الديني البالغ من العمر 43 عامًا قد لا يحضر الفعالية في باريس.
المتطرف سموتريتش الذي كان قادمًا من الولايات المتحدة، مكث بضع ساعات فقط في باريس ولم يلتق بأي مسؤول حكومي فرنسي كما هو الحال في الولايات المتحدة.
خلال الحفل، تحدث سموتريتش خلف مكتب مزين بخريطة لا تشمل فقط إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ولكن أيضًا أراضي الأردن الحالية وهي خارطة تعبر عن مساحة إسرائيل الكبرى لمؤيدي هذه الأيديولوجية التوسعية، لكن الرجل الذي دعا مؤخرا إلى “هدم” قرية حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية انتقاما لمقتل مستوطنين يهوديين تحدث أيضا بازدراء عن الفلسطينيين.
وجرت الأمسية في Salons Hoche (صالون هوش) وهو مركز استقبال فاخر بالقرب من شارع الشانزليزيه، مزين بهذه المناسبة بالأعلام الإسرائيلية، وتم تخصيص الحدث لذكرى مؤسس “إسرائيل إلى الأبد” جاك كوببر، الشخصية المثيرة للجدل في اليهودية الفرنسية. هذا الزعيم السابق لليكود بفرنسا والعضو السابق في قيادة المنظمة الصهيونية العالمية، توفي عام 2021 في إسرائيل، وهو مؤيد لضم الضفة الغربية، ومعروف بعنصريته ضد العرب، وقد تميز بعد اغتيال يتسحاق رابين في تشرين الثاني (نوفمبر) 1995، معلنا أنه يأسف لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل لم يحاكم أمام محكمة عسكرية بتهمة خيانة السيادة، كموقع على اتفاقيات أوسلو للسلام.
قبل أيام قليلة من وصول سموتريتش إلى باريس، دعت الجمعيات المؤيدة للفلسطينيين، وكذلك الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام؛ وهو منظمة يسارية متطرفة مناهضة للصهيونية، إلى مظاهرات ضد زيارته، وأصدرت رابطة حقوق الإنسان بيانا قالت فيه إن ممثل الطرف الأكثر تطرفا من مستوطني الضفة الغربية، الذي أطلق على نفسه ذات مرة “فاشيا معاديا للمثليين“، “غير مرحب به على أراضي الجمهورية الفرنسية“.
بعد هذه ضغوط، ألغى Pavillon des Princes، Porte d’Auteuil ، صاحب القاعة التي كان من المقرر إقامة الحدث فيها في الأصل، الإيجار. كما بدا أن الصندوق القومي اليهودي، العمود الفقري للحركة الصهيونية، والذي يمتلك مئات الآلاف من الهكتارات من الأراضي في إسرائيل، قد نأى بنفسه عن الاحتفال، وكانت المنظمة قد طلبت إزالة شعارها من الصور التي تروج للاستقبال على وسائل التواصل الاجتماعي.
بعد خطابه، غادر سموتريتش بسرعة متجها إلى إسرائيل، حيث تهتز الحكومة التي ينتمي إليها بسبب حركة احتجاجية عملاقة، في ظل تظاهر مئات الآلاف من الإسرائيليين كل أسبوع ضد مشروع إصلاح المحكمة العليا، الذي تنفذه السلطة التنفيذية، والذي يهدد بتدمير دور الضوابط والتوازنات المخصصة لهذه المؤسسة.
وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية صباح الإثنين تصريحات سموتريتش الباريسية. كما أدان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الأردنية خريطة إسرائيل الكبرى المعروضة في المنصة، معتبرا ذلك “استفزازاً خطيراً وانتهاكاً للأعراف الدولية وكذلك معاهدة السلام الأردنية”.