
في قطاع يلتهمه الحصار من كل الجهات، يخرج خنجر جديد من بين الضلوع لا من وراء الحدود. هناك في شرق خان يونس، حيث يتصاعد الغبار فوق دبابات الاحتلال، يبرز اسم شوقي أبو نصيرة، اللواء المتقاعد من أمن السلطة الفلسطينية، بعدما وُجهت إليه اتهامات بقيادة مجموعة تعمل تحت إشراف قوات الاحتلال داخل مناطق محظورة لا يدخلها إلا من يحمل تصريحًا أو ارتباطًا بالمحتل.
ورغم تسارع السلطة إلى النفي، يبقى الميدان بحسب روايات واسعة أبلغ من البيانات؛ فالنفي إعلامي، أما على الأرض فالأدوار موزعة، والتعليمات تشير في اتجاه واحد: ضرب المقاومة. الغضب الشعبي انفجر حين أعلنت عائلة أبو نصيرة في غزة البراءة منه، بعد اتهامه بالعمل إلى جانب مجموعات يقودها ياسر أبو شباب وجوقة من العناصر التي خرجت من عباءة فتح والتحقت بخطوط الاحتلال.
المفارقة الأكثر قسوة أن شوقي، الهارب يومًا من سجن نفحة عبر نفق، يعود اليوم وفق منتقديه ليحفر نفقًا آخر، لكن نحو سراديب الخيانة شرق خان يونس، داخل مناطق يسيطر عليها جيش يمحو المدن ويطارد أبناء القطاع يوميًا.
وليس شوقي وحده؛ ففي كل بضعة أيام تولد مليشيا جديدة: حسام الأسطل في خان يونس، ياسر أبو شباب في رفح، رامي حلس وأشرف المنسي في غزة… أسماء تُتهم بخوض معارك لا تخدم إلا الاحتلال. وبين دبابات العدو ورايات الانقسام، يبقى الشعب الفلسطيني وحده يقاتل، يصمد، ويحمي سلاحه، بينما يتساقط “العابرون إلى مستنقع الخيانة” واحدًا تلو الآخر.
