لم يبكِ ولم يلتقِ ذوي القتلى.. الكرملين يتحدث عن تألم بوتين على طريقته بعد هجوم القاعة الموسيقية وطن
وطن قال الكرملين، إن قلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال يعتصره الألم من جراء الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو الأسبوع الماضي، حتى وإن كان هذا الأمر غير ظاهر للعلن.
فبعد أيام على اقتحام مسلّحين قاعة “كروكوس سيتي هول” في ضواحي العاصمة الروسية، في هجوم أوقع 144 قتيلا ومئات الجرحى، لم يعقد بوتين أي لقاء علني مع ناجين من المجزرة كما لم يتفقّد موقع الهجوم.
وذلك على الرغم من أن الإعلام الروسي أفاد بأن دبلوماسيين غربيين لا سيّما من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، زاروا نصبا تذكاريا استُحدث للضحايا أمام الموقع.
تعامل بطريقة خاصة
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في تصريح لمراسل التلفزيون الرسمي، إن بوتين يتعامل مع المأساة على طريقته الخاصة، وفق وكالة أسوشييتد برس.
وصرح بيسكوف: “صدّقني، إذا كنت لا ترى دموعه، فلا يعني ذلك أنه لا يتألم. وما يعانيه، من غير المرجّح أن يعرفه أحد أو يفهمه”.
ولم يعطِ الكرملين هذا الأسبوع أي مؤشر على أن الرئيس الروسي يعتزم زيارة ذوي القتلى الذين سقطوا في هجوم هو الأكثر حصدا للارواح في البلاد منذ عقدين.
بدلا من ذلك، حوّلت وكالات الاستخبارات التركيز إلى الجهة المسؤولة وقد اعتقلت 12 مشتبها بهم بينهم أربعة رجال من طاجيكستان يعتقد أنهم المهاجمون.
وكان تنظيم داعش قد أعلن مرارا مسؤوليته عن الهجوم، كما نشرت قنوات إعلامية تابعة للتنظيم تسجيلات فيديو للمسلحين داخل الموقع.
وفي حين أقر بوتين بأن “متطرّفين” نفّذوا الهجوم، واصل الرئيس الروسي اتّهام أوكرانيا بشكل أو بآخر بالضلوع في الهجوم.
أمن الكرملين عَلِم بالتهديد قبل الهجوم
وكانت تقارير قد كشفت أنّ الأجهزة الأمنية في الكرملين كان على علم بتهديد تنظيم داعش قبل أيام من الهجوم المميت على قاعة للحفلات الموسيقية بالقرب من موسكو.
جاء ذلك حسبما كشفت وثائق المخابرات الروسية التي حصلت عليها منظمة تحقيق مقرها المملكة المتحدة.
وبحسب مركز “دوسير” (مقره لندن)، أظهرت الوثائق أنَّ أشخاصًا من العرق الطاجيكي ممن تحولوا إلى التطرف من قبل داعش خراسان (فرع آسيا الوسطى من تنظيم داعش) قد يتورطون بذلك.
وقال المركز: “قبل أيام قليلة من الهجوم الإرهابي، تلقى أعضاء مجلس الأمن (في إشارة إلى وكالة الأمن الروسية) تحذيرًا من إمكانية استخدام المواطنين الطاجيك في هجمات إرهابية على الأراضي الروسية”، حسب “سي إن إن“.
وأضاف التقرير أنه حتى قبل الهجوم على قاعة مدينة كروكوس، أبلغ مصدر مقرب من أجهزة المخابرات مركز دوسير بهذا الأمر.
143 قتيلا في هجوم القاعة الموسيقية
وقُتل ما لا يقل عن 143 شخصًا في أعنف هجوم على روسيا منذ عقود، عندما اقتحم مهاجمون قاعة مدينة كروكوس بالبنادق والعبوات الحارقة، قبل حفل موسيقي.