تحولت الإمارات، التي كانت تُروّج لاتفاقيات أبراهام كبوابة للسلام والانفتاح، إلى بؤرة تحذيرات أمنية دولية، بعد تصاعد التوترات في المنطقة. فقد أصدرت واشنطن ولندن وكانبيرا وأوتاوا تحذيرات لمواطنيها بعدم الاقتراب من المواقع الإسرائيلية والإسرائيلية في الإمارات، في مؤشر غير مسبوق على المخاطر التي تلوح في الأفق.
حتى إسرائيل نفسها حذّرت مواطنيها من السفر، في ظل تصاعد تهديدات من جهات مثل إيران وحزب الله وحماس، التي تسعى للانتقام من الضربات الإسرائيلية على قطاع غزة. تداعيات الصراع الدموي الذي أودى بحياة أكثر من 61 ألف فلسطيني لم تقتصر على غزة فقط، بل وصلت إلى قلب دبي، حيث شهدت الإمارات حادثة مقتل الحاخام في نوفمبر الماضي، التي كانت بمثابة جرس إنذار لم يُؤخذ على محمل الجد.
اليوم، تبرز الإمارات في مشهد أمني معقد يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل، رغم ما واكبه من اتفاقيات وصور تذكارية، لم يمنحها حصانة من أزمات المنطقة المتصاعدة. من يفتح أبوابه للسياسة الإسرائيلية، عليه أن يدرك أن المخاطر الأمنية قد تكون جزءًا لا يتجزأ من هذا الطريق.