لماذا ترفض حماس عودة السلطة لقطاع غزة؟ إبراهيم ابراش

عندما تُصر حركة حماس على معاندتها وترفض عودة السلطة ومنظمة التحرير للقطاع لإنقاذ ما يمكن انقاذه ووقف المقتلة والجوع ومخطط التهجير، وتقول إنها مستعدة لتسليم إدارة القطاع لجهة (محايدة) دون توضيح ما إن كانت محايدة في الصراع بينها وبين إسرائيل أو بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية؟ وهل واشنطن مثلا جهة محايدة ووسيط نزيه حتى تطلب ودها وتقبل بضماناتها؟! وهل تسليم الإدارة يعني استمرار حماس كمرجعية وسلطة فعلية أو الدولة العميقة كما سبق وأن قال إسماعيل هنية (نترك الحكومة ولا نترك الحكم) بينما المشكلة تكمن في السلطة وليس في الإدارة؟
مع ادراكنا أن قرار من سيحكم القطاع بعد الحرب لم يعد قرارا فلسطينيا ولا عربيا بل إسرائيليا مثل قرار وقف الخرب ،بل أصبح متجاوزا بعد عودة الحرب وفشل كل جهود الوساطة لوقف اطلاق النار وحتى لإدخال مساعدات إنسانية وإصرار العدو على مخطط التهجير،،وصعوبة أن توافق إسرائيل على عودة السلطة للقطاع دون أن تدفعها ثمنا فادحا سيتم دفعه في الضفة والقدس، إلا أن حركة حماس في هذا الموقف الرافض لعودة السلطة ومنظمة التحرير لقطاع غزة تكابر وتناور وتحاول أن تبدو وكأنها تتنازل من موقع الاقتدار عن حق ،وليس لأن دورها الوظيفي عند الإسرائيليين انتهى كما فقدت مصداقتتها عن اهالي غزة وبات وجودها العسكري والسياسي عبئا على فلسطينيي غزة وكل المسألة الوطنية، وسبب آخر للرفض وهو أن فبولها بعودة السلطة معناه اعترافها بعدم شرعية انقلابها على السلطة صيف ٢٠٠٧ وبكل السردية التي روجتها حول الموضوع، وفوق كل ذلك فكأنها بهذا الموقف تقول إن القطاع ليس جزءاً من أراضي الدولة الفلسطينية، وشعبها ليس جزءاً من الشعب الفلسطيني الذي تمثله منظمة التحرير، وهذا يتناقض مع كل تصريحاتها السابقة وما التزمت به في اتفاق بكين. كما أن هذا الإصرار فيه تجاهل واستهتار بمعاناة أهل غزة وبما تتعرض له القضية من مخاطر التصفية.