لسموتريتش “النابليوني”: عليك أن تعرف قيمتك دون أن نقول “اذهب إلى المرحاض”

هآرتس بقلم فيت هيخت
بعد ظهوره على المنصة، وبعد نشاطات حركة “ريغفيم”، ومعارضة الانفصال، التي أدت إلى اعتقاله من قبل “الشاباك”، اعتبر سموتريتش قيادياً بارزاً في صفوف اليمين، وفي سياسة إسرائيل بشكل عام. كثيرون تأثروا من حدة نظرته والطاقات النابليونية التي دفعته إلى تمرد قوي ضد قيادة المستوطنين القديمة.
منذ الوقت الذي خرج فيه من أقبية “الشاباك”، أدرك سموتريتش درساً مهماً، وهو أن عملية ناجعة لتغيير الواقع وإخضاعها للمؤشر المتطرف في اليمين الاستيطاني، تقتضي أن تكون من داخل المنظومة نفسها، أي من داخل رموز الشيفرة الرسمية للدولة. قبل انتخابه بفترة طويلة، ذهب واستمع إلى أفضل عقول منظومة القضاء – من دوريت بينيش وحتى روت غافيزون؛ دراسة الطيف الليبرالي في جهاز القضاء كمرحلة مسبقة في خطة إسقاطه. وقد مهدت فترة عمله الناجحة في وزارة المواصلات طريقه إلى قلب التيار السائد، الذي تبنى بدوره فكرة التهجير والقتل الجماعي للأبرياء، التي كان سموتريتش يدافع عنها منذ فترة طويلة.
التطور غير الناجح لهذه العملية يظهر بوضوح الآن: العداء المزمن لعائلات المخطوفين، وتهديد يطلقه رجل الكاوبوي في الرسوم المتحركة بكل مهارة، والاحتجاج الصبياني مثل “الذهاب إلى المرحاض” احتجاجاً على مشاركة رئيس “الشاباك” في اجتماع لمجلس الوزراء. في هذا الأسبوع، جاء دور رئيس الأركان أيال زامير “الهجومي” الذي اختارته الحكومة كرد فعل مضاد على هرتسي هليفي “المتراخي”. لقد أصبحت الصيغة الثابتة “إذا لم تفعل سنستبدلك”، عبارة مبتذلة تصاحب سموتريتش في نقاشاته مع المسؤولين في العالم الحقيقي خارج فقاعة “كدوميم – بيت إيل”. الرياح الثورية التي تهز البيت لا تأتي من سموتريتش، بل من نتنياهو، الذي يريد مكانة الديكتاتور.
لقد أصبح بالإمكان القول إن سموتريتش في امتحان حياته كسياسي وزعيم، لم ينجح في التغلب على الأساس الفوضوي المتأصل فيه. وجوده الدائم تحت نسبة الحسم في الاستطلاعات يدل على أن حلم قيادة اليمين حلم واهٍ.
يجب عدم تقليل أضراره الكثيرة؛ فإلى جانب منصبه في وزارة الدفاع كوزير للمستوطنين، هو من بين المسؤولين عن استمرار الحرب وبقاء المخطوفين في خطر. محظور الاستخفاف أيضاً باحتمالية حلم الاستيطان في غزة، الذي ينوي سموتريتش فرضه بحكم عسكري في القطاع كخطوة سابقة. يعتبره الائتلاف شخصاً مقدراً، وخلافاً لبن غفير؛ هو شريك، يؤخذ بموقفه بجدية. ولكن لمكانته الحالية في الحكومة، ولمكانته العامة وتأثيره على الواقع، لا علاقة له منذ فترة طويلة بأي قيمة سوقية حقيقية. سموتريتش مثل سهم ذي قيمة محددة ومضخمة، ممنوع من التنافس في السوق الحرة، لذلك فإن وزنه الثابت في مؤشر متخذي القرارات لا علاقة له بقيمته الحقيقية.
الأقسام الليبرالية في “الصهيونية الدينية” تكرهه وتمقته لأنه يمثل في نظرها السيطرة المتطرفة والحريدية القومية التي حولتهم إلى منفيين في قطاعهم. رجال الدولة يستصعبون ابتلاع هجماته الشرسة على رؤساء المؤسسة الأمنية. ويبدو أن اليمين الثوري لديه مرشح أفضل في الطريق: عوفر فنتر، الذي خلافاً لسموتريتش؛ له “فم كبير”، ويتمتع بتجربة في ساحة المعركة.
الفجوة بين قوة سموتريتش ووزنه الحقيقي، من أكثر التعبيرات على الشذوذ العام هنا. سموتريتش يهدد ويصرخ في وجه رئيس الأركان، رغم أنه يتذبذب حول نسبة الحسم ويمثل أقلية متطرفة حتى داخل مجتمع لديه مشاعر يمينية، مثل أجزاء كثيرة في الحكومة. المشكلة أنه شذوذ يطلق عليه الآن اسم “الحياة في إسرائيل”.