لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين
_
خلال اجتماع الجمعية العامة للفيفا الـ74
-إحالة القضايا التي تم طرحها في مشروع الفلسطيني إلى لجنة قانونية مستقلة لتقديم الرأي القانوني.
-الرجوب: 282 رياضيا قتلوا بفعل حرب الإبادة الإسرائيلية.
– الرجوب: لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن الانتهاكات المستمرة في فلسطين.
أحال الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” القضايا الي تم طرحها في مشروع القرار الذي تقدم به الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والمتعلق بمحاسبة اسرائيل على جرائمها بحق الرياضة الفلسطينية كما طُرحت إلى لجنة قانونية مستقلة لتقديم الرأي القانوني الذي يضمن تطبيق أنظمة وقوانين الفيفا، على أن تقدم توصياتها لمجلس الاتحاد الذي سيعقد قبل العشرين من شهر يوليو/ تموز المقبل.
جاء ذلك خلال اجتماع الجمعية العامة الـ74 للاتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، والذي عُقد في العاصمة التايلندية بانكوك، حيث أشار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني انفانتينو، إلى أن هذا القرار جاء نظرا لحساسية الموضوع، ولضمان الالتزام بتنفيذ لوائح الفيفا، لافتا في هذا السياق إلى أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم هو اتحاد كامل العضوية ويتمتع بكافة الحقوق أسوة بباقي الاتحادات الوطنية.
وكان رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الفريق جبريل الرجوب، طالب خلال كلمته بتعليق عضوية الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم كعضو في الفيفا وبشكل فوري، بما يشمله ذلك من عدم إمكانية ممارسة حقوق العضوية بموجب لوائح الفيفا ولضمان احترام قوانين الفيفا، إضافةً إلى حظر الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم وأعضائه المباشرين وغير المباشرين من أي نشاط متعلق بكرة القدم يقع ضمن اختصاص الفيفا بشكل فوري وإلى حين أن يتم احترام قوانين الفيفا.
كما طالب الرجوب بضمان احترام سلطة الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم والوقف الفوري لأي نشاط كروي للاتحاد الإسرائيلي الذي يتم تنفيذه -في انتهاك للمادة 71 الفقرة. 2 من النظام الأساسي للفيفا – في أراضي الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، مطالبا أيضا بإحالة الأمر برمته إلى اللجنة التأديبية للفيفا للفصل فيه وفرض العقوبات المناسبة على الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم وأعضائه المباشرين/غير المباشرين.
وقال الرجوب: “اليوم أقف أمامكم مرة أخرى للتصدي للانتهاكات الممنهجة لقوانين وأنظمة الفيفا، والتي تعرض لها الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على مدار سنوات عديدة، لقد تحدثت مراراً وتكراراً ضد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوقنا، بما في ذلك ضم الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم لأندية المستوطنات غير القانونية باللعب ضمن الدوري الإسرائيلي، هذه المستوطنات المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي أقرتها قرارات الشرعية الدولية والأمم المتحدة”.
وأشار الرجوب إلى أنه من المؤسف أنه تم تشكيل العديد من اللجان لمعالجة هذه القضايا والتي إما فشلت في تقديم قرارات فعالة أو لم تقدم تقاريرها إلى الكونجرس الذي فوضها.
وأكد الرجوب خلال حديثه إلى أن الشعب الفلسطيني كافة، بما في ذلك أسرة كرة القدم الفلسطينية، يعاني من كارثة إنسانية غير مسبوقة، ويشهد إبادة جماعية حية ومتلفزة تتكشف أمام الجميع، حيث حث الجميع على تذكر الصور والأصوات والنظر في البيانات التي تصور الدمار الهائل الذي يحدث حاليًا في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة حيث دُمرت فيها أو أُلحقت أضرارًا بالغة بكل البنية التحتية لكرة القدم، إضافة إلى تدمير منشأتين في الضفة الغربية، إضافة إلى الصور التي تظهر استخدام ملاعب كرة القدم كمعسكرات اعتقال لاحتجاز وإذلال آلاف الفلسطينيين الذين تم عرضهم عراة تقريباً على شاشات التلفزة في العالم.
وأشار إلى أنه وعلى مدار الـ 217 يومًا الماضية، فرض الاحتلال الاستعماري العنصري الإسرائيلي كابوسًا مروعًا على 2.3 مليون فلسطيني مقيم في قطاع غزة، حيث قصف المدنيين بشكل عشوائي وقتل أكثر من 45000 فلسطيني، اثنان وسبعون بالمائة منهم من النساء والأطفال، 282 منهم رياضيون، من بينهم 193 لاعب كرة قدم لن تتاح لهم الفرصة للعب كرة القدم مرة أخرى، لافتا إلى أن من بينهم 11 لاعبا قتلوا في الضفة الغربية، ناهيك عن الاعتقالات والاحتجازات وتقييد الحركة التي أجبرتنا على تعليق دوريات كرة القدم في فلسطين وإقامة معسكرات منتخبنا الوطني في الخارج للمشاركة في تصفيات كأس العالم لكرة القدم.
ولفت إلى أن المستوطنين الإسرائيليين نفذوا أكثر من 610 هجمات إرهابية في الضفة الغربية بحماية كاملة من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن السماح للأندية القائمة في هذه المستوطنات غير القانونية، كما حددتها الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وضمها ضمن الاتحاد الاسرائيلي يعد متواطئا من قبل الاتحاد في تطبيع وإضفاء الشرعية على المشروع الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني، مؤكدا في هذا السياق على أن هذا الأمر لا يقوض مبادئ القانون الدولي فحسب، بل يبعث أيضًا برسالة مفادها أنه من المقبول انتهاك القانون الدولي وتجاهل الأهداف القانونية للفيفا.
وأشار رئيس الاتحاد إلى إدراج أندية كرة القدم الإسرائيلية في المستوطنات غير القانونية الواقعة في الأراضي الفلسطينية المحتلة يشكل انتهاكًا ماديًا للمواد 3 و4 و11(1) و71(2) و72 من النظام الأساسي للفيفا (2022)، مؤكداً أنه لا يمكن للفيفا أن يواصل غض الطرف عن هذه الانتهاكات أو بالإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين، تماماً كما لم يغض الطرف عن العديد من السوابق.
وأشار الفريق الرجوب إلى أن “الفيفا” بقوانينه الأساسية وقواعده التأديبية والأخلاقية تحظر صراحةً دعم الإجراءات التي تنتهك حقوق الإنسان والقانون الدولي، والتي تم توضيحها في المواد 2 و3 و5 و47 من النظام الأساسي، بالإضافة إلى المادة 5 من مدونة قواعد السلوك، متسائلا إلى أي حد يجب أن تعاني أسرة كرة القدم الفلسطينية لكي يتصرف الفيفا بنفس الإلحاح والشدة كما فعل في حالات أخرى؟! وهل يعتبر الفيفا أن بعض الحروب أكثر أهمية من غيرها، وبعض الضحايا أكثر أهمية؟ وأشار الرجوب إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي وجه تهديدات شخصية وخطيرة له بالسجن بسبب التحدث إلى الفيفا من هذا المنبر، مؤكداً أنه لا يمكن لأي قوة في العالم أن تقف في طريق الحقيقة، والحقيقة هي “ما جئت إلى هنا لإيصاله”.