من واشنطن إلى لوس أنجلوس، ومن نيويورك إلى شيكاغو، اشتعلت الشوارع الأميركية بموجة غضبٍ عارمة ضد دونالد ترامب، إذ خرج سبعة ملايين متظاهر تحت شعارٍ واحد: “لا للملوك”. مظاهرات هي الأضخم منذ انتخابه، تندد بما يصفه المحتجون بـ“الحكم الفردي” واحتكار القرار في البيت الأبيض.
لكن ترامب، كعادته، لم يردّ بخطاب سياسي ولا بمؤتمر صحفي، بل بفيديو ساخر مولَّد بالذكاء الاصطناعي يظهر فيه مرتديًا تاجًا، يحلق فوق المتظاهرين بطائرة حربية مكتوب عليها “الملك ترامب”، يقذفهم بالقاذورات، في مشهدٍ أثار غضبًا واسعًا واعتُبر إهانةً للشارع الأميركي ومبادئ الديمقراطية.
ورغم السخرية، حملت الاحتجاجات هذه المرة هدفًا سياسيًا واضحًا: دعم “المقترح 50” في كاليفورنيا، مشروع قانون لإعادة ترسيم الدوائر الانتخابية بما يمنع الحزب الجمهوري من احتكار اللعبة الديمقراطية. المحتجون يرون أن إنقاذ الديمقراطية يبدأ من كسر احتكار ترامب ومحاسبة من يحوّل الرئاسة إلى عرش.
وفيما تهتف الجماهير “لا للملوك”، يغرّد ترامب من القصر الأبيض ساخرًا: “لست ملكًا… لكن يبدو أن التاج يليق بي”. عبارة تختصر أزمة أميركا اليوم: رئيسٌ يرى نفسه فوق المؤسسات، وديمقراطيةٌ تبحث عمّن ينقذها من نفسها. هكذا، يتصدّع الحلم الأميركي تحت ثقل رجلٍ يصرّ أن يكون ملكًا على جمهورية وُلدت من ثورةٍ على الملوك.