اخبار

كيف تُمهّد سوريا لصراع محتمل بين إسرائيل وتركيا؟

وطن تلعب سوريا دورًا محوريًا في تحديد التوازنات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تمثل الساحة الحالية لصراع النفوذ بين قوى إقليمية رئيسية، أبرزها تركيا وإسرائيل. وتزايدت المنافسة بين الطرفين مع تصاعد التوترات الإقليمية وتباين مصالحهما في سوريا. يسلط هذا التقرير الضوء على تطور العلاقة بين إسرائيل وتركيا، وكيف أصبحت سوريا محوراً لصراعهما السياسي والاستراتيجي.

التوترات بين إسرائيل وتركيا

العلاقات بين إسرائيل وتركيا، التي كانت تعتبر يومًا ما ودية للغاية، تدهورت خلال العقد الماضي. بعد سنوات من التحالفات الاستراتيجية، شهدت العلاقة بين البلدين شقاقًا ملحوظًا على خلفية ملفات متعددة، بدءًا من القضية الفلسطينية ووصولاً إلى الأزمات الإقليمية مثل سوريا.

تركيا، التي تقود سياسات ترتكز على التوسع الإقليمي والدعم العسكري للجماعات المعارضة في سوريا، اصطدمت استراتيجياً مع إسرائيل، التي تركز على احتواء النفوذ الإيراني في المنطقة، وخصوصاً في الأراضي السورية، وتعزيز مصالحها الأمنية.

التوسع الإسرائيلي في سوريا
التوسع الإسرائيلي في سوريا

النفوذ الإسرائيلي في سوريا

بالنسبة لإسرائيل، سوريا تمثل تهديداً مباشراً بسبب التواجد الإيراني المستمر والدعم العسكري المقدم لحزب الله. استمرت إسرائيل في تنفيذ غارات جوية استهدفت قواعد عسكرية ومواقع إيرانية في سوريا، معتبرة أن ذلك يهدف إلى تقويض النفوذ الإيراني ومنع تهديد أمنها القومي.

ورغم أن أنقرة لا تتفق مع النفوذ الإيراني، فإنها تعارض التدخلات الإسرائيلية في سوريا، مما زاد من تعقيد المشهد الإقليمي. حيث تشترك تركيا وإيران في رفض الهيمنة الإسرائيلية، ولكن كلا البلدين يسعى إلى توسيع نفوذه على حساب الآخر.

الطموحات التركية في سوريا

من جهة أخرى، تسعى تركيا إلى تعزيز نفوذها في شمال سوريا من خلال دعم فصائل المعارضة ومواصلة عملياتها العسكرية ضد القوات الكردية التي تعتبرها تهديداً لأمنها القومي. ويرى المحللون أن التوسع التركي في سوريا يتعارض مع المصالح الإسرائيلية، مما يزيد من احتمالية حدوث مواجهة غير مباشرة بين الطرفين.

النفوذ الإيراني في سوريا ينتهي مع سقوط نظام الاسدالنفوذ الإيراني في سوريا ينتهي مع سقوط نظام الاسد
النفوذ الإيراني في سوريا ينتهي مع سقوط نظام الاسد

سوريا: الساحة المشتركة للتنافس

سوريا، التي أصبحت ساحة لصراع القوى الدولية والإقليمية، تشهد تعقيدات متزايدة نتيجة المصالح المتضاربة. تركيا تدعم المعارضة السورية المسلحة وتهدف إلى خلق منطقة نفوذ في شمال البلاد، بينما تحاول إسرائيل الحد من النفوذ الإيراني وتوسيع دورها الاستراتيجي في المنطقة. في الوقت ذاته، يعاني الشعب السوري من التبعات الإنسانية الكارثية للصراع المستمر.

العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا

رغم التوترات السياسية، فإن العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وتركيا لم تنقطع بشكل كامل. فقد استمرت التجارة بين البلدين، وهو ما يشير إلى طبيعة العلاقة المعقدة التي تجمع بينهما. ومع ذلك، يبقى الملف السوري أحد أبرز العقبات أمام أي تحسن في العلاقات الثنائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *