كيف تتلون الحرباء؟ سوزان نجم الدين نموذجًا
وطن عرفت الفنانة السورية سوزان نجم الدين بمواقفها المثيرة للجدل تجاه نظام بشار الأسد، حيث قدمت دعماً قوياً له على مدار سنوات حكمه ووصفت الرئيس المخلوع بأنه “رئيس حضاري” و”ديمقراطي”، بل ذهبت إلى حد القول إن “السوريين لا يستحقون رئيساً مثله”.
تصريحاتها السابقة تضمنت رفضاً قاطعاً لوصف الأسد بمجرم حرب، وهو ما أثار حفيظة العديد من المعارضين للنظام. لكن المفارقة الكبرى جاءت بعد سقوط النظام، عندما تحولت نجم الدين بقدرة قادر إلى مناصرة للثورة السورية، متخلية عن كل آرائها السابقة، لتتحدث بصراحة عن جرائم الأسد التي كانت تمجدها سابقاً.
المواقف الجديدة لسوزان أثارت سخطاً واسعاً بين السوريين، خاصة أنها بررت دعمها السابق للأسد بأنها كانت “مخدوعة” ومجبرة على التصريح بمواقف إيجابية تجاهه.
هذا التلون الواضح في المواقف دفع كثيرين لوصفها بـ”الحرباء” التي تغير جلدها وفقاً للمصالح الشخصية. المغردون السوريون لم يتركوا الفرصة دون إعادة نشر مقاطع فيديو قديمة لها، وهي تدافع بشراسة عن الأسد وتبرر أفعاله، ما جعلهم يطالبون بمحاسبتها، أسوة ببقية الفنانين الذين دعموا جرائم النظام.
سوزان لم تتوقف عند حد الانقلاب على تصريحاتها، بل أخذت موقفاً أكثر جرأة بالانضمام إلى صفوف داعمي الثورة السورية، متحدثة عن ضرورة محاسبة كل من أجرم بحق الشعب السوري.
هذا التحول الكبير أثار تساؤلات حول مصداقيتها ودوافعها الحقيقية، خاصة أن التاريخ لا ينسى مواقفها السابقة عندما رفضت الاعتراف بجرائم النظام، بينما كانت أصوات المعارضة توثق تلك الجرائم للعالم.
مع سقوط الأسد وسعي العديد من الفنانين السوريين لتجميل صورتهم، يبدو أن قصة سوزان نجم الدين تمثل مثالاً صارخاً على الانتهازية الفنية والسياسية، حيث تحول الفنانون من أداة لتلميع النظام إلى محاولة ركوب موجة الثورة، في وقت يطالب فيه الشعب السوري بمحاسبة الجميع دون استثناء.
“فنانو التشبيح” وسقوط بشار الأسد