جولة واحدة على التيك توك تجعلك تتأكد أن الانهيار جاء وبدأ فى كافة مناحي حياتنا، فالذى تشاهده لايصدق ولا يستوعبه عقل ؛ رجال ان صحت تسميتهم يتحدثون كالنساء بل أكثر ميوعة، آخرون يتصلون بأشخاص بحجة عمل مقالب وتصدر عنهم أصوات وأفعال مشينة ومقرفة كل ذلك من أجل المال الذى سيحصلون عليه بالطبع من عدد المتابعين ونسب المشاهدة. 

سيدات كبيرات فى السن لم يحترمن أعمارهن ولا ذويهن ويتحدثن فى أمور غريبة بأريحية مطلقة، فتيات فى سن الورود والزهور يتاجرن بأجسادهن من أجل التريند والمزيد من الورق الأخضر الدولار يعنى. 

شباب وان شئت الدقة صبية مراهقون لم يتركوا شيئا بذيئا الا وعملوه من اجل مائعا اليه البنات والسيدات والصغير والكبير . فى عالم التيك توك تجد نفسك مندهشا لأن هذا العالم لايقتصر على من يسعون لجلب المال والشهرة بل انه ايضا يتسع لفنانين معروفين ومشهورين وعندهم من الأموال ما يوازى ما كان يملكه قارون مع اختلاف عدم وجود مفاتيح قارون التى تعجز ايادى الشباب الفتية عن حملها من كثرتها ، فهؤلاء الفنانين معهم الفيزا التى تفتح بدون حمل هم شيلها وحطها. 

الغريب أن سوق التيك توك يعج بالفنانين بلا استثناء المشهور والمغمور الجميل وغير الجميل الكبير والصغير الكل موجود ويتدلى بدلوه ويضع أمامه هدفا واحدا وحيدا وهو المال وبالطبع المزيد من الشهرة والألمعية .

 عالم التيك توك يشبه اغنية من كلمات العبقرى صلاح جاهين وغنتها الجميلة سعاد حسنى وهى اغنية شيكا شيكا بوم . فعلا كل كلمة قيلت فى هذه الأغنية تصف عالم التيك توك وماصرنا عليه. 

الأمور أصبحت تشبه ليلة المولد فى قرية مزدحمة بالسكان ومن يريد ان يلفت الانتباه عليه ان يفعل كل ماهو غريب لان الممنوع مرغوب . شيكا بوم أصبحت موازية لتيك توك فكلاهما هدفهما واحد وهو المال والشهرة وجذب المزيد من المريدين الطامعين الراغبين .

التيك توك هو نداهة هذا العصر والمرحلة فمن خلاله استطاعت واحده فقط ان تأتى باهلها وجيرانها وزميلاتها وينطبق القول على المذكر منه ايضا . 

التيك توك ليس مجرد منصة من منصات التواصل الاجتماعى الحديث بل هو اختراق اجتماعى يهدف لانهيار القيم والموروثات الاجتماعية والأخلاقية.

 فى قديم الزمان رأت الحكومة المصرية حينذاك ان التصريح بممارسة الدعارة سيجنب البلاد أزمات ومشاكل فى  غنى عنها ، واباحت الاذاعة حينها ايضا اغانى فيها ايحاءات وكلمات تحمل معانى جنسية مثل” نزل الستاره واقعد لاعبنى ، المزه طازه والحال عجبنى. وايضا ، ابويا مش فى البيت وامى فى الغيط ، تعالى متعملش فيها عبيط …. ومع التحفظ على هذا التوجه وهذه الاجراءات التى اتخذتها الدولة قديما للابقاء على الصحيح من القيم فان التيك توك الان اصبح يشبه تصريحا رسميا بانشاء بيوت للدعارة مع اختلاف المسمى والهدف ولكن المسعى واحد وهو المال وسلاما على ما تبقى من قيم وموروثات مصرية .

شاركها.