اخبار

كاتبة الثورة التي باعت المبادئ على بوابة البلاط.. إحسان الفقيه تسقط أقنعة الوعي الزائف

استعارت أدبيات أدونيس لتصف جمهورها بالغوغاء، لأنهم فقط ساءهم تلوّنها..

إحسان الفقيه، من كانت تُلهب مشاعر متابعيها بكلمات عن “المبادئ التي لا تتجزأ”!!.. قفزت من منصة المبادئ إلى خندق الأنظمة، وبدّلت عباءة الثورة ببزّة البلاط..

سقطت ورقة التوت، وتهاوى القناع.. لم تكن صوتًا… pic.twitter.com/DvmArNRdbm

— وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) April 25, 2025

وطن في عالم الصحافة والرأي حيث يُفترض أن يكون القلم حرًّا، عادت الكاتبة الأردنية إحسان الفقيه إلى واجهة الجدل، لا بسبب دفاعها عن قضية، بل بسبب انقلابها على ما كانت تدّعيه من مبادئ. فمن كاتبة ملأت الشاشات ومواقع التواصل بخطابٍ ثوريٍّ، يهاجم الاستبداد ويُشيد بالمقاومة، إلى مدافعة صريحة عن قرارات السلطة الأردنية، وناطقة بلسانها في أكثر الملفات حساسية، وعلى رأسها ملف الإخوان المسلمين والموقف من غزة والتطبيع.

ظهرت الفقيه، التي اعتاد جمهورها أن يراها كصوت للمظلومين، مؤخرًا في صورةٍ مغايرة، أقرب إلى الخطاب الرسمي منها إلى الصحفيّ الحر. ففي الوقت الذي كانت فيه غزّة تُدكّ بالصواريخ وتُدفن الطفولة تحت الركام، اختارت إحسان الفقيه أن تغرّد بعيدًا عن العدوان، منشغلة بـ”تفكيك قرار حظر الإخوان”، ومستخفّة بدماء الفلسطينيين عبر توصيفها للمذبحة بـ”تعقيد سياسي”.

التحوّل كان صادمًا. جمهورها القديم ممن صدّق يومًا خطابها وجد نفسه أمام شخصية جديدة: كاتبة تهاجم من يرفع صوته ضد التطبيع، وتهاجم المقاومة بذريعة “الواقعية”، وتُبرّر سلوك النظام الأردني بلغةٍ ناعمة ومُطوّعة.

في سلسلة من التغريدات، لم تتوانَ عن اتهام معارضيها بـ”الجهل” و”الغوغائية”، مستعيدة أدبيات أدونيس والنخب السلطوية، لتضع نفسها في موقع فوقيّ ينظر للناس بعين التلقين والتأديب لا الحوار والنقد.

ولم تقف عند حدود الداخل الأردني، بل تجاوزت ذلك إلى التحريض على معارضين فلسطينيين في تركيا، وفقًا لما تداولته تغريدات نشطاء بارزين، وصفوها بـ”مرجوحة الاستخبارات” التي باتت تسوّق للرواية الرسمية وتُهاجم كل من يعارض ملك الأردن أو سلطته.

ردود الفعل لم تكن عابرة؛ وُصفت بأنها “تخلّت عن مبادئها”، “كشفت وجهها الحقيقي”، و”لم تكن يومًا مستقلة بل أداة تم تسويقها جيدًا”. وعلّق أحدهم: “إحسان الفقيه كانت مشروعاً استخباراتيًا بعباءة الثورة.. واليوم فقط، سقط القناع”.

التحولات التي طرأت على خطاب الفقيه، فتحت النقاش مجددًا حول منابر الإعلام والرأي: هل ما نراه حراكًا حرًّا، أم هو مجرد تموضع ناعم داخل لعبة المصالح الإقليمية؟ هل لا تزال حرية الرأي قائمة أم أنها خاضعة لبوصلة البلاط وأجهزته؟

إحسان الفقيه لم تعد فقط قضية رأي، بل أصبحت مرآة لتساؤلات أعمق: من يحكم الخطاب؟ من يوجّهه؟ ومن يشتري “الوعي المعلّب”؟
وهل نحن أمام زمن جديد تُصبح فيه الثورة فستانًا يُخلع عند أول بوابة للبلاط؟

“إفضح متصهين”.. وطن يجمع قائمة بأسماء الصهاينة العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *