في تطور غير مسبوق على صعيد الوساطات الإقليمية، اشترطت قطر تقديم اعتذار رسمي من الحكومة الإسرائيلية عن الضربة التي استهدفت أراضيها مؤخرًا، وأسفرت عن مقتل عناصر من حركة حماس وضابط أمن قطري.
الدوحة، التي لعبت دورًا محوريًا في التهدئة بين إسرائيل وحماس، أوضحت أن استئناف جهود الوساطة في ملف غزة مرهون باعتراف تل أبيب بخطئها علنًا.
الشرط القطري أربك القيادة الإسرائيلية ووضع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام خيارين أحلاهما مر: تقديم اعتذار علني يضرب هيبة حكومته المتطرفة، أو خسارة الوسيط الأكثر تأثيرًا في الميدان.
فيما تمارس واشنطن، وعلى رأسها الرئيس السابق دونالد ترامب، ضغوطًا خلف الكواليس لتخفيف حدة التوتر، يبدو أن الأزمة تجاوزت الجانب العسكري لتتحول إلى أزمة دبلوماسية تهدد صورة إسرائيل على الساحة الدولية.
مراقبون يرون أن موقف الدوحة يعكس تحولًا نوعيًا في التعاطي العربي مع الاعتداءات الإسرائيلية، ورسالة واضحة بأن السيادة الخليجية لم تعد تقبل التجاوز.
وفي انتظار الرد الإسرائيلي، تبقى وساطة غزة معلقة… ومعها مصير الجنود والرهائن والتهدئة المرتقبة.