“قسَم الطاعة للجنرال”.. حين تتحوّل المنابر إلى ثكنات!

وطن في خطوة غير مسبوقة في تاريخ مصر، شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حفل تخرج 550 إمامًا جديدًا من الأكاديمية العسكرية، حيث أدّى الخريجون قسم الولاء أمامه، في مشهد وصفه كثيرون بأنه “عسكرة رسمية للمنبر”.
هذه المرة، لم يأتِ الأئمة من الأزهر أو معاهد الشريعة، بل من المؤسسة العسكرية، حيث خضعوا لتدريبات عسكرية ضمن “برنامج مكافحة الفكر المتطرف” الذي تقوده الدولة.
المشهد الذي تداولته وسائل الإعلام أثار جدلًا واسعًا على مواقع التواصل، لا سيما أن الأئمة أدّوا قسمًا يركّز على الولاء للوطن و”القيادة”، متجاوزًا القَسَم المعتاد على خدمة الدين ونشر الوعي الإسلامي الوسطي.
وتساءل مراقبون عن سبب استبدال المنصات الدينية بالمؤسسات الأمنية، معتبرين أن ما جرى يعكس توجّهًا نحو إعادة تشكيل الوعي الديني من بوابة العسكر.
وزارة الأوقاف دافعت عن البرنامج بقولها إنه يهدف إلى “تحصين الأئمة فكريًا”، بينما يرى منتقدو الخطوة أن الدولة تسعى لتحويل الإمام إلى “موظف حكومي” ينفذ التعليمات، لا داعية يوجه الناس بالعلم والشرع. وذهب البعض إلى اعتبار هذا التحول ضربة جديدة لاستقلال الأزهر وتكريسًا لنموذج “إمام الدولة”، الذي يعيد إنتاج خطاب السلطة في ثوب ديني.
تأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية شاملة بدأت قبل سنوات، حيث سبق أن تم تدريب القضاة والمعلمين في الأكاديمية العسكرية، ما أثار قلقًا من أن الدولة تسعى لإخضاع جميع المؤسسات المدنية لمنهج أمني موحد.
وبينما تُبرّر الخطوة بمواجهة التطرف، يتساءل البعض إن كانت النتيجة ستكون “تديّنًا مفروضًا بالقوة” يعيد إنتاج الخطاب الرسمي بعيدًا عن أصالة الإسلام وروحه الإصلاحية.
“الرئيس المؤقت”.. الغارديان تحرج السيسي وتستفز الذباب الإلكتروني!