قتلتهم الملاعب قبل صافرة البداية.. أول ضحية في مونديال السعودية 2034 تثير غضبًا عالميًا

وطن في حادثة صادمة كشفتها صحيفة الغارديان البريطانية، توفي عامل باكستاني يُدعى محمد أرشد أثناء عمله في مشروع بناء أحد ملاعب كأس العالم 2034 في المملكة العربية السعودية.
الحادثة وقعت في ملعب شركة أرامكو بمدينة الخبر، حين سقط أرشد من طابق مرتفع خلال عملية صب خرسانة، في ظروف توصف بأنها خطيرة وغير إنسانية، مما أثار موجة انتقادات حقوقية واسعة النطاق ضد المملكة.
أرشد، الذي كان يعمل ضمن طاقم تابع لشركة البناء البلجيكية متعددة الجنسيات Besix Group، لم يكن متصلًا بنقطة تثبيت، ما تسبب بسقوطه رغم ارتدائه لمعدات الوقاية الشخصية. ووفق التقارير، سارع فريق الطوارئ إلى الموقع لكنه توفي متأثرًا بجراحه، لتصبح هذه أول حالة وفاة موثقة مرتبطة بمشاريع مونديال السعودية 2034.
الملعب الذي كان يُبنى لصالح شركة أرامكو، واحد من 11 منشأة رياضية عملاقة يجري إنشاؤها استعدادًا للبطولة. ويتسع لنحو 47 ألف متفرج، وهو جزء من خطة المملكة لاستضافة المونديال كجزء من رؤية 2030. لكن ظروف العمل التي وصفها عمال سابقون بـ”المروعة”، وضعت السلطات السعودية في دائرة الاتهام مجددًا، خاصة أن العمال أفادوا بأنهم يعانون من العمل لساعات طويلة، والعيش في غرف ضيقة، وتحمل درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 45 مئوية.
وما زاد الطين بلّة، وفقًا للغارديان، أن العاملين طُلب منهم حذف أي لقطات متعلقة بالحادث، وعدم التحدث لأي جهة، ما أثار شبهات حول التعتيم الرسمي. جماعات حقوق الإنسان سارعت إلى إدانة ما وصفته بـ”الاستغلال الممنهج للعمال المهاجرين”، مشيرة إلى أن سجل المملكة في حقوق العمال يبعث على القلق.
تأتي هذه الحادثة في وقت تُواجه فيه المملكة انتقادات متزايدة بشأن مدى استعدادها الأخلاقي واللوجستي لاستضافة حدث رياضي عالمي بهذا الحجم. ووسط غياب الشفافية وارتفاع وتيرة المخاوف الحقوقية، تتصاعد الدعوات الدولية لمحاسبة الجهات المسؤولة وضمان سلامة العمال في مشاريع كأس العالم.
فهل ستكون هذه الحادثة بداية لانكشاف مزيد من الانتهاكات خلف كواليس “مونديال النفط”؟ أم أنها ستمر كما مرت انتهاكات مماثلة في بطولات سابقة؟
مشاريع ابن سلمان تلتهم أرواح العمال الوافدين وانتهاكات بالجملة