اخبار

قادتنا وملوكنا العظام.. شكراً لأنكم لم تدخلوا شاحنة واحدة إلى غزّة!

وطن في مشهد يكشف عمق الهوة بين الخطاب الرسمي والواقع الميداني، تواجه الأنظمة العربية اتهامات واسعة من الرأي العام العربي والعالمي بـ”العجز الكامل” عن دعم قطاع غزة، الذي يعاني حصارًا خانقًا ومجازر متكررة منذ بداية الحرب الأخيرة.

ورغم امتلاك الدول العربية لـ7 ممالك و15 جمهورية، وثروات طائلة تقدر بمئات المليارات من الدولارات، وجيوش مصنفة ضمن أقوى القوات الإقليمية، إلا أن الواقع على الأرض يُظهر عجزًا عن إدخال شاحنة مساعدات واحدة إلى القطاع المحاصر.

تأتي هذه الانتقادات في وقت تصاعدت فيه الأصوات الغاضبة من داخل الشعوب العربية، التي عبّرت عن استيائها مما وصفته بـ”صمت الحكومات وتواطؤها غير المباشر” تجاه ما يجري في غزة، بينما تستمر بعض العواصم في الحفاظ على علاقات دبلوماسية نشطة مع إسرائيل.

ورغم الخطابات التي يلقيها القادة العرب من فوق منصات المؤتمرات والقمم، والتي تؤكد دعمهم لفلسطين وحق الشعب الفلسطيني، إلا أن الممارسات الرسمية على الأرض تفتقر إلى أي خطوات فعلية، سواء على مستوى كسر الحصار، أو دعم صمود الأهالي، أو حتى اتخاذ مواقف سياسية ضاغطة.

ويشير مراقبون إلى أن “تطبيع العلاقات مع إسرائيل” بات سمةً مشتركة في عدد من الدول العربية، التي باتت تستقبل مسؤولين إسرائيليين، وتوقّع اتفاقات تجارية وأمنية، في الوقت الذي يعاني فيه الفلسطينيون من مجاعة حقيقية وانقطاع شبه كلي في الغذاء والدواء والوقود.

وفي هذا السياق، باتت شعارات الدفاع عن القدس وحقوق الفلسطينيين مفرغة من محتواها، بحسب محللين، خاصة في ظل استمرار فتح السفارات، وغياب أي تحرّك عربي موحد لوقف العدوان أو دعم القضية ميدانيًا.

منظمات حقوقية وإنسانية عدة أعربت عن استغرابها من أن دولًا عربية تملك المال والقوة والموقع الجغرافي، لم تنجح في فتح ممر إنساني واحد أو اتخاذ خطوة سيادية تجاه دعم غزة، في حين يقتصر دعمها على تصريحات إعلامية أو مؤتمرات “تبرع” لا تنفّذ.

في غضون ذلك، تتواصل المأساة في غزة، فيما يواصل المواطن العربي العادي طرح السؤال ذاته:
أين ملوك العرب وقادتهم… من دماء الأطفال في غزة؟

“غزة الفاضحة”.. زعماء عرب دخلوا مزبلة التاريخ وبات يضرب بهم المثل في الخيانة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *