في موسم الحج.. جدة تحتضن عرضًا إباحيًا يُغضب المسلمين

وطن في مفارقة صادمة، تتزامن أعظم شعائر المسلمين المتمثلة في موسم الحج، مع استضافة عرض مسرحي أمريكي اعتُبر “خادشًا للحياء” في جدة، ضمن فعاليات ما يُعرف بـ”موسم جدة”. العرض الذي قدّمه الممثل كيفن هارت، المعروف بأسلوبه الجريء وإيحاءاته الجنسية، أقيم في مسرح يحمل اسم فنان سعودي بارز: “عبادي الجوهر أرينا”.
الغريب أن العرض لم يمر مرور الكرام، بل حظي بإقبال جماهيري واسع، رغم القيود الصارمة التي فرضها المنظمون: منع التصوير، سحب الهواتف، وحظر الحضور لمن هم دون سن 18 عامًا. هذه الإجراءات لم تُخفِ مضمون العرض الذي تضمّن فقرات تهكّمية وسخرية من القيم، في وقت حساس يشهد فيه الحرم المكي توافد ملايين المسلمين من مختلف أرجاء العالم.
الحدث أثار عاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون تعديًا صارخًا على هوية المملكة الإسلامية، وتناقضًا مع دورها الديني كحاضنة للحرمين الشريفين.
الانتقادات لم تتوقف عند العرض بحد ذاته، بل طالت سياسة الترفيه في السعودية التي تشهد “تحولًا جذريًا” تحت مظلة رؤية 2030 بقيادة محمد بن سلمان. يرى مراقبون أن ما يحدث ليس انفتاحًا ثقافيًا مدروسًا، بل تفكك أخلاقي مموّل وممنهج يجري تمريره تحت مسميات “الحداثة” و”تحسين جودة الحياة”، على حساب الثوابت الإسلامية.
اللافت أن مثل هذه الفعاليات تتزامن دومًا مع منع الأذان في بعض الأماكن العامة، والتضييق على الأنشطة الدعوية، مما يعكس ازدواجية مقلقة في الخطاب الرسمي للدولة، بين الانفتاح المفرط وتقييد المظاهر الإسلامية.
هل أصبحت أرض الحرمين منصة للترفيه بلا ضوابط؟ وهل تتحوّل السعودية من دولة راعية للحج والعمرة إلى راعية لعروض تهزّ القيم؟ أسئلة مشروعة يطرحها الغاضبون، بينما الصمت الرسمي مستمر.
غزة تباد والرياض تحتفل.. موسيقى صاخبة ورقص واختلاط مع انطلاق موسم الرياض (شاهد)