ذكرت صحيفة (بيلد) الألمانية أن مشرعين علقوا دفع مبلغ 30 مليون يورو (35.24 مليون دولار) للسلطة الفلسطينية كانت ألمانيا تأمل في الإعلان عنها الأسبوع المقبل تزامنا مع اعتراف حلفاء أوروبيين رسميا بدولة فلسطينية.
وحسب رويترز، يهدف هذا المبلغ إلى ضمان دفع رواتب المعلمين والعاملين في مجال الرعاية الصحية في وقت تحتجز فيه إسرائيل أموال الرسوم الجمركية وضرائب الاستيراد التي تجمعها نيابة عن السلطة الفلسطينية التي تمارس حكما ذاتيا محدودا في أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وتقول السلطة الفلسطينية إن إسرائيل تحتجز نحو ثلاثة مليارات دولار.
ووافقت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي رادوفان على الدفعة الطارئة من الأموال الألمانية خلال زيارة إلى الشرق الأوسط في وقت سابق هذا الشهر، ويدعمها كل من المستشار المحافظ فريدريش ميرتس زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، ونائبه لارس كلينجبايل زعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي .
لكن المشرع المحافظ ألكسندر هوفمان قال لبيلد إن أعضاء لجنته البرلمانية ذات النفوذ والمعنية بالميزانية لديهم مخاوف إزاء الدفعة التي لا بد أن يوافقوا عليها.
وذكر للصحيفة “نحن بحاجة إلى مزيد من الوضوح… المساعدات الإنسانية مهمة، ولكن يجب أن تكون المشروعات التي يتم تمويلها واضحة… ويجب بوضوح استبعاد المشروعات التي تعرض أمن إسرائيل للخطر”.
وقال مسؤولون إن من المرجح دفع الأموال بمجرد معالجة مخاوف المشرعين.
وتقول الحكومة الألمانية إن الأموال ضرورية لدفع الرواتب بسبب الوضع الاقتصادي المتردي في المنطقة الخاضعة للسلطة الفلسطينية منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وقال متحدث باسم وزارة التنمية في مؤتمر صحفي دوري اليوم الجمعة “السلطة (الفلسطينية) في حالة طوارئ مالية حادة”، مضيفا أن بداية العام الدراسي تأجلت بالفعل لهذا السبب.
وقال يورجن هاردت وهو محافظ بارز وعضو في لجنة الشؤون الخارجية “يجب أن نتأكد من أن الأموال لن تصل إلى الأيدي الخطأ.. ولكن بمجرد أن يتم ذلك، هناك أسباب وجيهة للغاية لهذه المساعدات”.
ومن المتوقع أن تعلن دول أوروبية من بينها بريطانيا وفرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة اعترافها بدولة فلسطينية.
ومن غير المتوقع أن تقدم ألمانيا، وهي داعم قوي لإسرائيل من منطلق الشعور بالالتزام التاريخي بسبب مسؤوليتها عن محرقة اليهود في أوروبا، على الخطوة ذاتها.
غير أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والذي أشعل فتيل الحرب، أدى إلى تشديد لهجة برلين.
وقال ميرتس خلال زيارة إلى مدريد يوم الخميس إن تصرفات إسرائيل في غزة لا تتناسب مع أهدافها المعلنة، وأشار إلى انفتاح ألمانيا على دعم عقوبات من الاتحاد الأوروبي ضد إسرائيل.